أعادت الدول العربية تأكيدها على أنها تسعى إلى وقف فوري لإراقة الدماء في سوريا.. وطالب العرب خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية بعقد في القاهرة الثلاثاء، بوقف بطش قوات الأمن السورية بالمحتجين. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون، في اجتماعهم يوم الأحد في جدة، قد طالبوا النظام السوري، الذي يستخدم القوة لسحق الانتفاضة الشعبية، بوقف فوري لإراقة الدماء في هذا البلد. وقال رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي رأس اجتماع الجامعة العربية، بعد تنازلت فلسطين عن الرئاسة لدولة قطر الثلاثاء، أن العرب يحرصون «على وحدة وسلامة وأمن واستقرار سوريا». داعياً إلى الوقف الفوري لاستخدام السلاح والاحتكام إلى الحوار والتطبيق الكامل للمبادرة العربية، التي تبّناها مجلس الجامعة في دورته غير العادية في 28 أغسطس الماضي. وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي قد زار سوريا يوم السبت، حاملاً مبادرة عربية، بعد أن أجّلت دمشق زيارة العربي الأسبوع الماضي. وتقضي المبادرة العربية بوقف الأعمال الحربية في المدن السورية، وتشكيل حكومة وحدية وطنية، وتعهّد من حزب البعث الحاكم للتخلي عن الهيمنة مدى الحياة على الحكم في سوريا، تمهيداً لاجراء انتخابات نيابية ورئاسية وكتابة دستور جديد للبلاد. ولكن النظام السوري يستمر بالتلكؤ في تطبيق إصلاحات، ويراهن على إنهاك الثورة، فتطبيق أية إصلاحات من شأنه القضاء على حزب البعث وبالتالي انهيار حكم الرئيس بشار الأسد. وقال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي انه، اثناء زيارته دمشق، اتفق مع الاسد على سلسلة من الإجراءات تكفل وقف العنف.. ولكن سقط العشرات من القتلى في سوريا منذ زيارة العربي لها يوم السبت. مقتل ستة أشخاص واعتقال العشرات تزامناً مع انعقاد مجلس الجامعة العربية والدعوات العربية لوقف إراقة الدماء، قال نشطون محليون ان القوات السورية قتلت الثلاثاء بالرصاص خمسة أشخاص حين فتحت النار على مشيّعي جنازة قرويين قتلوا الاثنين في منطقة ريفية قرب حماة في واحدة من أكبر الحملات العسكرية ضد المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وقال نشطون على صلة بالسكان ان قناصة من قوات الامن قتلوا الخمسة من فوق سطح مدرسة حكومية وصهريج مياه في بلدة كفر نبودة حين بدأ مئات المشيّعين يرددون هتافات مطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وقتل شخص أثناء حملة مداهمات نفذتها عناصر من قوات الامن السورية في محافظة دير الزور (شرق) كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واعتقل في مداهمات دير الزور 27 شخصاً. قال الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي انه، اثناء زيارته لدمشق، اتفق مع الاسد على سلسلة من الإجراءات تكفل وقف العنف.. ولكن سقط العشرات من القتلى في سوريا منذ زيارة العربي لها يوم السبت.وانتشر الجيش السوري فجراً في الزبداني على بعد 50 كلم غرب دمشق حيث اعتقل اكثر من 25 شخصاً كما افادت لجان التنسيق المحلية التي تشرف على حركة الاحتجاجات. وكانت مظاهرة قد جرت مساء الاثنين في درعا (جنوب) وحمص (وسط). واحرق متظاهرون العلم الروسي وندّدوا بدعم موسكو لنظام الاسد واتهموا روسيا بالمساهمة عبر ذلك «بقتل الشعب السوري». وكتب الناشطون السوريون على صفحة «الثورة السورية ضد بشار الاسد» على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي «لا تدعموا القتلة. لا تقتلوا السوريين بمواقفكم» واطلقوا على الثلاثاء 13 ايلول/ سبتمبر «ثلاثاء الغضب من روسيا». وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف اعلن انه من غير الضروري ممارسة «ضغوط اضافية» على دمشق، مكرراً رفضه اي قرار من مجلس الامن الدولي يفرض عقوبات على نظام الاسد. وكان اكد الاسبوع الفائت ان بعض المعارضين السوريين يمكن اعتبارهم «ارهابيين». أردوغان يخاطب العرب من جهة أخرى قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في كلمة أمام مجلس الجامعة العربية إن بلاده ليست بعيدة عن الأحداث الجارية في الوطن العربي ولا يمكن أن تتجاهل التطورات. ولاحظ مراقبون وثوار سوريون ان الحماس التركي، لضرورة إجراء إصلاحات فورية في سوريا، قد فتر لأسباب غير معروفة.. واستقبلت تركيا آلاف اللاجئين السوريين الفارين من الأعمال الحربية للجيش السوري في قراهم القريبة من الحدود السورية التركية. وقال أردوغان إن الثورات العربية سوف تؤثر في «جغرافيا واسعة جداً»، وأن تركيا مرتبطة بالمنطقة العربية تاريخياً وإيمانياً وحضارياً، وتمدّ يد العون والصداقة، وتقدم كل طاقاتها لخدمة أشقائها العرب، وقال إن الشعبين التركي والعربي يستمدان قوتهما من بعضهما البعض، «إننا يجب أن نكون أصحاب المستقبل وأن تكون الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان شعارنا الموحّد»، وأضاف إنه يجب عدم قمع المطالب الشرعية للشعوب بالقوة. وفيما يتعلق بالموقف من إسرائيل قال أردوغان إن اسرائيل تقوم بأعمال غير «رصينة وغير مسئولة» مؤكداً أنها تهدد الشعوب ومن بينها الشعب الإسرائيلي نفسه، وتقوم بسحق الإرادة الدولية والإنسانية، واصفاً القضية الفلسطينية بأنها قضية رفع كرامة الإنسان، وأنها هامة جداً بالنسبة للسلام العالمي، وعلى الدول التي تساند الإنسانية أن تساندها. وقال إن استمرار القضية بدون حلول يهدّد مشروعية النظام الدولي، وطالب اسرائيل باحترام حقوق الإنسان لكي تتحرر من العزلة.