مع دخول شهر رمضان الكريم يزداد الطلب بشكل مبالغ فيه على المواد الاستهلاكية، وتزيد العروض على المنتجات الرمضانية؛ إذ تتنافس المجمعات التجارية في جذب المستهلك وشده إليها من خلال العروض.. وقد نشرت "سبق" بالصور تزاحم الهايبرات وهوس الشراء مع بداية الشهر الكريم. فيما يحذر مختصون من الاندفاع للشراء لمجرد وجود عرض، ويدعون للبحث عما تحتاج إليه الأسرة بشكل حقيقي دون السعي للشراء فقط؛ حتى لا تتحمل الأسرة أعباءً إضافية تتجاوز راتب الشهر.
التسوق الذكي
وعلَّق الكاتب جمال بنون على ما نشرته "سبق" اليوم من تزاحم الهايبرات وهوس الشراء وارتفاع الأسعار قائلاً: إن استهلاك الأسر في شهر رمضان في العالم الإسلامي يعادل أربعة أشهر في معدل الاستهلاك والقوة الشرائية. لافتاً إلى استغلال بعض الشركات شهر رمضان المبارك، ورفعها أسعار المواد الغذائية من 15 إلى 20 %، وقال: إن المستهلك لا يشعر بارتفاع الأسعار؛ لأنها تتضمن عروضا مغرية. وقدّر نسبة الطلب على المواد الغذائية والاستهلاكية في شهر رمضان بنسبة 200 %.
ولفت بنون إلى أن معظم الأسر السعودية تنفق 150 % من راتبها في رمضان، داعياً إلى تحلي المستهلك ب"التسوق الذكي"، وقال: يجب أن يشتري المستهلك احتياجاته الضرورية، ولا يلتفت للعروض المغرية التي تقدمها الشركات في شهر رمضان. وطالب وزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك بمراقبة الأسعار؛ حتى لا يستغل البعض هذا الشهر الكريم بالارتفاع الفاحش للأسعار. واقترح على جمعية حماية المستهلك أن تسحب عربات التسوق من السوبر ماركتات، واستبدالها بسلة صغيرة؛ حتى يضطر المستهلك لشراء احتياجاته الضرورية فقط.
زيادة الاستهلاك
فيما نصح المحلل الاقتصادي والكاتب في جريدة الرياض محمد البشري الأسر بعدم الاندفاع والشراء بكميات كبيرة، حتى عند توافر ما يسمى بالعروض الرمضانية، موضحاً أن الاندفاع لشراء كميات كبيرة سوف يؤدي إلى عواقب وخيمة، منها زيادة استهلاك الأسرة بشكل كبير، وقد يصل هذا الاستهلاك إلى التبذير والضغط بشكل كبير على ميزانية الأسرة خلال شهر رمضان.
ولفت إلى عيد الفطر الذي سوف يأتي بعد شهر رمضان، ويتلوه مباشرة موسم العودة إلى المدارس؛ ما سوف يحمِّل الأسرة أعباء إضافية، ناهياً حديثه بالتأكيد على أن غياب التخطيط المالي لهذه الفترة الحرجة من السنة سوف يكون له آثار لا تُحمد عقباها لفترة من الزمن تتلو موسم رمضان.