فوجئ المواطنون بمحافظة بارق بقرار البلدية مؤخراً بنقل البسطات الرمضانية إلى مقر المركز الحضاري، مبدين استياءهم حيال القرار، كما صبوا جام غضبهم على رئيس البلدية، فيما بقي السوق اليومي شاهداً على فشل إنشائه، رغم أنه كلف الملايين. "سبق" تجولت في السوق، واستطلعت آراء بعض الأهالي حيال القرار.
في البداية قال أحمد محمد عسيري إن سوق بارق اليومي تم إنشاؤه على مساحة كبيرة، وفتح له طريق مرصوف، وبإنارة ممتازة، لكنه بات لا يستفاد منه، وبقي مسرحاً لهواة الرسم وفن الجرافوليت.
وبيّن أنه يقطن بجانب السوق، ويشاهد جموعاً من الشباب في الفترة الليلية حولت السوق إلى ساحة للتفحيط وبيع الممنوعات، والتفاخر بحمل السلاح.
وتابع قائلاً إنه "خلال الأشهر الماضية شهدت ساحات السوق مشاجرات عنيفة، فلماذا يتم إنشاؤه إذا تغيرت وظيفته إلى بؤرة إفساد دون وجود رادع لمثل هذه السلوكيات؟".
وفيما يخص استثمار السوق وتأجيره قال علي حسن البارقي: "المستثمر الحالي للسوق رفع أسعار البسطات إلى مبالغ خيالية؛ ما جعل المستأجرين يبحثون عن أماكن أخرى، الذين رأوا أن قرار رئيس البلدية كان في محله، مع احتفاظهم بوجهة نظرهم بأن السوق اليومي بقي نصباً تذكارياً، وهدراً للمال العام".
وأشار كل من هيازع علي البارقي ومحمد جابر إلى أن "عرقلة المستثمر لتشغيل السوق تُعد تعطيلاً وتأخيراً لعجلة التنمية في المحافظة، التي بدت متسارعة، خاصة بعد تحويلها مؤخراً من مركز إلى محافظة، ويجب على الجهات المسؤولة، ممثلة في بلدية بارق وأمانة منطقة عسير، بحث إنهاء عقد المستثمر الحالي، وطرحه للمناقصة من جديد".
البسطات الرمضانية في أحضان المركز الحضاري
المركز الحضاري الذي يُعد واجهة المحافظة الحضارية ومركزاً لاستقبال كبار المسؤولين القادمين والوفود الرسمية والاحتفالات والمناسبات العامة سيحتضن هذا العام البسطات الرمضانية بأصنافها المتنوعة وأشكالها المختلفة بمبدأ تغير الوظائف.
يقول العم سالم علي البارقي: "فوجئنا بقرار البلدية ببدء إيجار البسطات الرمضانية بالمركز الحضاري، وهو قرار جريء، وخطوة تعد مغامرة".
وأضاف بأن المركز الحضاري كما هو معروف مجهز ليكون للضيافة، وليس للبيع والشراء، ولكن كما يبدو هناك صراع بين المستثمر والبلدية أجهض المحاولات لوجود البسطات الرمضانية بالسوق اليومي، المكان المناسب لبيع وشراء السلع.
وشاركه الرأي هيازع حسن، الذي قال إن وجود البسطات الرمضانية في ساحة المركز الحضاري سيحوله إلى مكان يمتلئ بالأوساخ وبقايا الأطعمة، ويخدش حياء هذا المبنى الذي كلف الكثير لبنائه.
رأي البلدية في نقل البسطات للمركز الحضاري
رئيس بلدية محافظة بارق، المهندس عبدالرحمن الأسمري، قال إن "نقل البسطات الرمضانية للمركز الحضاري (نظرياً) يقف خلف عرقلة الاستفادة من السوق اليومي، وهو المستثمر، والذي لا يبدي تعاوناً مع البلدية".
وأضاف: "إننا نريد إحياء العادة القديمة بوجود السوق الرمضاني والبسطات، كما كان في الساحة الشعبية سابقاً".
واستدرك بقوله إن "موقع السوق اليومي يعتبر خطأ؛ كونه يقع في منطقة بعيدة عن وسط البلد، بعكس المركز الحضاري، الذي من المفترض أن يكون مقره في موقع السوق اليومي".
وختم حديثه قائلاً إنه "ستكون هناك مفاجآت في أول يوم بساحة المركز الحضاري الذي ستكون به البسطات الرمضانية"، مشيراً إلى أن "الاستعدادات التي تقوم بها البلدية، ستوفر 15 حاوية، وسيارة نظافة بشكل يومي، و6 عمال حتى تبقى ساحة المركز نظيفة، وأن الأمور ستكون على ما يرام".