رصدت عدسة "سبق" ظاهرةً ليست بالجديدة وهي البيع في الشوارع، حيث أضحت هذه الظاهرة مصدر رزق للكثير من العوائل، وتزداد بكثرةٍ هذه الأيام لقرب هلال شهر رمضان، ولاقتراب موسم التمور حيث يكثر بيع التمور والخضروات؛ لما يختص به هذه الشهر الكريم من الأطعمة المخصصة. وحاولت "سبق" نقل الرأي العام للباعة والمواطنين، في الأماكن العامة ومدى تعاون الجهات المعنية مع الباعة، ورفع صوتهم للمسؤولين، فأبو محمد يعدها مصدر رزقه الأول بعد راتب التقاعد، الذي لا يغطي فواتير الماء والكهرباء والجوال.
ويتمنى من المسؤولين تخصيص أماكن مجهزة للبيع ولو بأسعار رمزية لضبط الوضع، واحتواء الباعة وعدم تركهم بصورة غير مرضية في الشوارع، والحد من دخول العمالة في السوق، ومنافسة الشباب وضرب الأسعار، مما قد يؤدي إلى إلحاق خسائر بالشباب الذين يشترون من محلات الجملة أجود الأنواع.
وأما خالد فيعلنها: لم أحصل على وظيفة، ووجدت طريقي الصحيح في البيع والشراء وكسب الرزق الحلال بدلاً من البحث عن المال الحرام بسبلٍ ملتوية. وأبو ثامر يقول: نحن أقل سعراً من المحلات التجارية؛ لأننا لا نرتبط بإيجارات ومصاريف باهظة الثمن، وقد بحثنا عن محلات للإيجار فصدمتنا أسعار فلكية تتراوح بين 40 ألف و70 ألف ريال في السنة للفتحة الواحدة، وهذه المبالغ لا نطيقها، ونضطر لرفع الأسعار إذا التزمنا بمصاريفها الباهظة.
كما قال أحد المتجولين بين البسطات: إن انتشار هذه الظاهرة بين الشباب أمر صحي؛ كونها تنشر ثقافة السعي الحلال لطلب الرزق، والاعتماد على النفس في جلب الأموال وصرفها. وأشار إلى أنه لابد من تحسين أوضاعهم وجمعهم في أماكن متفرقة في مدينة الرياض وغيرها من المدن، وترتيب منظرهم أمام الناس لكي يحترم الشباب هذه المهنة ويسعوا لها.
وقال آخر: إن إشغال الشباب بالبيع والشراء، يكفيهم بإذن الله من الدخول في طرق الرذيلة، وسرقة أموال الناس ومنازلهم بحثاً عن المال لجلب المخدرات والمسكرات ومضيعة الأوقات في غير منفعة. وقال أبو محمد: أنا سعيد بمنظر الشاب السعودي وهو يجلس بجانب بضاعته، ينتظر الرزق من الله، وهذه المهنة تقرب الإنسان إلى ربه؛ لأنه لا يرجو الرزق من غيره.