تمكنت أجهزة التحريات والمباحث الجنائية بالقيادة العامة لشرطة الشارقة من كشف ملابسات جريمة قتل بشعة وضبط مرتكبها، والتي راح ضحيتها أفغاني يبلغ من العمر 31 عاماً، دفع حياته ثمناً لغدر وتآمر أخيه غير الشقيق الذي يصغره بعامين. وحسب صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، تلقت شرطة الشارقة بلاغاً من شخص أفغاني، يفيد بالعثور على جثة المجني عليه في مستودع لتخزين الإطارات بأحد المواقع بالمنطقة الصناعية الثالثة، وكانت ملقاة على الأرض، وقد تلطخت بالدماء، وبدا أن القتيل تعرض لضربة قوية بواسطة آلة حادة على الجانب الأيمن من جمجمة الرأس، ما أدى إلى تهشمها.
وتبين أن القتيل يدعى "م. أ. رباني"، وكان يقيم مع 3 من إخوته وشخص آخر يدعى "م. ي. آغا" في الموقع، ودارت الشكوك حول أخ غير شقيق للمجني عليه، يدعى "أ. س. رباني"، 29 عاماً، والذي كان على خلاف دائم مع المغدور، وصديقه "م. أ. غلام"، 23 عاماً، وبمواجهتهما بالأدلة والقرائن اعترفا بقتل المجني عليه، حيث اعترف "م. أ. غلام" بأنه كان يمر بضائقة مالية عندما طلب من شقيق المجني عليه "أ. س. رباني" أن يقرضه بعض المال، موضحاً أن المذكور أجابه بأنه مستعد لمنحه خمسة آلاف درهم مقابل قيامه بقتل أخيه الذي كان يضمر له حقداً وعداءً شديدين، مؤكداً أنه تحت ضغط حاجته إلى المال وافق على القيام بذلك.
وأضاف أنه وشقيق المجني عليه قاما قبل عشرة أيام من وقوع الجريمة بشراء فأس صغيرة وأداة لسنها من أحد المحال التجارية وأخفياها داخل السيارة التي كانا يستقلانها في تنقلاتهما، ثم قاما بعد ذلك بنقل الفأس إلى مكان آخر داخل الموقع، مشيراً إلى أنه في يوم الواقعة استغلا وجود المجني عليه بمفرده في ساعة متأخرة من الليل بموقع الخدمات، حيث كان يقوم بغسل ملابسه عندما هاجمه الجاني، وانهال عليه بضربتين قاتلتين إحداهما بالرأس والأخرى على وجهه.
وأوضح أنه بعد التأكد من قتل المجني عليه طلب منه شريكه الخروج وإخفاء الفأس، حيث قام بالاتصال بشخصين آخرين من معارفه وتوجه برفقتهما إلى البحر وقام بإلقاء الفأس فيه، وبمواجهة المدعو "أ. س. رباني" بأقوال المتهم انهار واعترف.
وقال العميد عبدالله مبارك الدخان، نائب قائد عام شرطة الشارقة: "الجاني هو من أيقظ أشقاء المجني عليه لأداء صلاة الفجر، وصحبهم إلى المسجد، وتظاهر بالحزن الشديد والبكاء بعد أن تم العثور على جثة المغدور، وبقي حتى اللحظات الأخيرة من الاستدلال محتفظاً بهدوئه وتماسكه بين أشقاء المجني عليه، متظاهراً بتأثره، ولم يكن ليسقط لولا يقظة رجال المباحث وخبرتهم العميقة في تحليل الشخصيات وتحليل المعطيات".