أنهى جزار حياة صديقه ومثل بجثته وقطعها إلى خمسة أجزاء، وألقى بها في ثلاثة شوالات داخل مكب للنفايات. ارتكب الجزار جريمته بدافع الانتقام من صديقه، بعد أن حصل منه على خمسة آلاف جنيه بحكم مجلس عرفي، لإنهاء خلاف كان قد نشب بينهما إثر مشاجرة وقعت في العام الماضي. الكشف عن الجريمة بدأ ببلاغ تلقاه رئيس مباحث العمرانية المقدم مدحت فارس من عامل نظافة يفيد بعثوره على جثة لشخص ذكر، معبأة داخل ثلاثة شوالات في داخلها أجزاء آدمية، والجثة ملقاة عند منزل كوبري ترسا داخل مكب للنفايات. انتقل فريق من المباحث لمعاينة الجثة، وتبين أن الضحية مقطعة إلى خمسة أجزاء، ومفصولة الرأس والقدمين والذراعين، وقسم الجسد إلى نصفين. وحال علم مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة اللواء محسن حفظي بالجريمة، أمر بتكثيف التحريات حول الواقعة وتحديد شخصية القتيل وسرعة القبض على الجاني، والكشف عن ظروف وملابسات الجريمة. ومن خلال البحث والتحري تم التعرف على صاحب الجثة، وفي ضوء هذه المعلومة وضعت الشرطة خطة بحث تركزت على حصر وفحص سكان المنطقة محل الواقعة والمترددين عليها وأصدقاء المجني عليه وعلاقاته بأهالي المنطقة، بعد أن استدعوا والدة المجني عليه وشقيقه، ومن خلال أقوالهما تبين أن المجني عليه كان برفقة صديقه ويدعى محمد أبو زيد (29عاما) ويمتهن الجزارة، وسبق اتهامه في قضية قتل منذ خمسة أعوام. وأضافت أم المجني عليه أن ابنها غادر المنزل وهو يخبرها أنه سوف يبيت لدى صديقه أبو زيد. رجال المباحث أمسكوا بهذا الخيط في هذه القضية وكثفوا من تحرياتهم التي كشفت لهم أن الجاني حضر إلى بيت المجني عليه لتسليمه المال الذي اتفق عليه في مجلس الصلح بعد حادثة المشاجرة التي وقعت بينهما، وأنه فرحا بهذا الصلح لا بد أن يسهرا معا هذه الليلة، ومن بعدها لم يشاهده أحد. ومع تكشف هذه المعلومات لرجال المباحث دارت بعض الشكوك حول صديقه، وعند ضبطه ادعى في التحقيقات أن المجني عليه حاول الاعتداء على زوجته أثناء غيابه، لكن تحريات المباحث وأقوال الزوجة كشفت كذب المتهم، وبمواجهته مرة أخرى اعترف بارتكابه الجريمة للانتقام منه بعد أن دفع له مبلغ خمسة آلاف جنيه كتعويض مادي عن مشاجرة كانت قد نشبت بينهما في العام الماضي. أمرت النيابة بحبس المتهم بعد أن وجهت له تهمة القتل العمد والتمثيل بالجثة. وكشف تفاصيل جريمته لرجال الشرطة؛ أن المجني عليه زاره في شقته وقت الجريمة وأنه عندما توجه إلى المطبخ لإعداد الشاي تفاجأ بالمجني عليه يقوم بتهديده بسلاح أبيض (سكين) ويطلب منه إبراز ما بحوزته من أموال والساعة التي كان يلبسها في يده، لكنه قاومه وتمكن من إسقاطه على الأرض وأخذ السكين منه وسدد له بها عدة طعنات في الظهر، إلا أن المجني عليه لم يستسلم، وأخرج من فمه شفرة موس حاول التعدي بها عليه، ولم يجد أمامه سوى التخلص منه، فسدد له عدة طعنات أخرى في الرقبة والصدر حتى فارق الحياة. وحتى لا يفتضح أمره، قام بتقطيع جثته إلى خمسة أجزاء، ذهب بعدها إلى أحد مخابز المنطقة واشترى منه ثلاثة شوالات بلاستيكية عبأ فيها جثة القتيل وألقى بها في مكب النفايات، بعدما استولى على الهاتف المحمول الخاص بالمجني عليه. وأرشد رجال الشرطة إلى مكان سلاح الجريمة وأحيل إلى نيابة حوادث جنوبالجيزة لاستكمال التحقيق معه.