رفع عدد من الأطباء البيطريين شكاوى إلى عدد من المشايخ والعلماء حول نقل القطط المنتشرة في شوارع المملكة، الأمراض إلى البشر، مطالبين بمعرفة الرأي الشرعي في قضية إخصاء هذه القطط لمنعها من التكاثر والسيطرة على أعدادها الكبيرة أو قتلها بطرق مختلفة للتخلص منها، على اعتبار أنها قد تتسبب في أضرار للبشر بنقل الأمراض، خصوصاً أنها تتغذى وتعيش في مواقع قذرة ومكب النفايات . وأشار الطبيب البيطري خالد سليمان، إلى أن هناك عدداً من الأطباء البيطريين السعوديين لديهم أفكار وبرامج للتخلص من القطط الضالة في الشوارع، إلا أنهم ينتظرون الرأي الشرعي، موضحاً أن القطط تنقلت إلى مواقع قذرة وتحمل منها الأمراض وتنقلها إلى الإنسان، في حين لا يمكن الخروج للشوارع في برنامج لتعقيم القطط بين فترة وأخرى، إنما يمكن السيطرة على أعدادها بقتلها أو إخصائها . وأضاف: أن هناك أطباء بيطريين أرسلوا استفساراتهم إلى عدد من المشايخ والعلماء ودار الإفتاء لإطلاعهم على الأمراض التي تنقلها القطط وتنشرها بين البشر، خصوصاً التي تكون خطيرة على النساء الحوامل والأطفال الذين غالباً ما يلهون في الشوارع وبعضهم يلعب مع هذه القطط ، ولا يمكن إزالة هذه القاذورات من القطط عن طريق التعقيم لأنها ستكون عملية صعبة جداً ومستحيلة، إنما برنامج قتلها بطرق عملية أو إخصائها سيسهم بشكل كبير في السيطرة على أعدادها . وبيَّن أن الأمراض التي تنقلها القطط للبشر كثيرة منها التهاب ملتحمة العين، التهاب الحلق واللوزتين والنزلات المعوية، ومرض الدرن (السل) وهو مرض صعب يصيب الرئة ويصيب أماكن أخرى من جسم الإنسان، وقد ثبتت إمكانية انتقاله من القطط إلى الإنسان، لذلك يوصى في الخارج بالقتل الرحيم للقطط المصابة بهذا المرض، نظراً لصعوبة علاج القطط المصابة به، وإمكانية انتقاله إلى الإنسان، وتصل بكتيريا المرض للقطط عن طريق البراغيث, وتصل بعدها إلى الإنسان من القطط، وأعراضه في الإنسان تتمثل في تضخم الغدد الليمفاوية وأحياناً تؤدي للسخونة المرتفعة، وهو مرض خطير جداً إذا كانت مناعة الإنسان ضعيفة، إضافة إلى مرض بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري، وهي البكتيريا التي تسبب قرحة المعدة والاثنا عشر في الإنسان، وقد ثبت أنها تنتقل من القطط إلى البشر . من جهته، أوضح الشيخ الدكتور أحمد المعبي المحكم المعتمد بوزارة العدل، أن إخصاء القطط لمنعها من التناسل، يعد منعاً لغريزة فطر الله خلقه عليها، ولا شك أن البهائم حكمها أهون من الإنسان، لكن لا يعني هذا التعدي على خلق الله تعالى، مشيراً ألى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، أوصانا بالرفق بالحيوان، وقال عن القطط: "طوافون وطوافات عليكم " لأن الإنسان كان في السابق يعيش في مناطق أو بيوت مفتوحة أو أحواش، وحين ينام الإنسان يكون معرضاً لأي أذى من الزواحف، بينما وجود القطط كان يساعد على القضاء على هذه الزواحف، وكثيراً من البشر استيقظوا في الصباح ووجدوا ثعابين أو زواحف أخرى مقتولة، والسبب وجود القطط التي قتلتها دفاعاً عن الإنسان . وأضاف الشيخ المعبي: أنه في حال كان هناك قط أو حيوان يسبب مضرة ويتحول إلى عدواني، فهذا يجوز قلته، أما الحيوانات غير المؤذية وغير القاتلة والأليفة لا يجوز مساسها بسوء، وقد يدخل إنسان الجنة بسبب قطة أو يدخل بسببها النار، مبيناً ان النبي، صلى الله عليه وسلم، قَال : " دَخَلَت امرأة النار في هرةٍ رَبَطَتْهَا ، فَلَمْ تُطْعِمْهَا ، وَلَمْ تَدَعْهَا تَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضِ " .