بين ليلة وضحاها وجدت ليلى شاكر نفسها من محبات تربية القطط المنزلية، لكن يبدو أن عدوى الحب انتقلت لها من صديقتها المغرمة بالقطط إلى حد الجنون، حتى إنها تنفق مبالغ طائلة على تربيتها والاهتمام بها. وباتت ليلى تعتبر القطط المنزلية بمثابة قطع جميلة تضاف للمنزل، خاصة في ظل ما تتميز به من تربية وتعامل خاصين, رافضة أي محاولات من البعض بإعلان الانزعاج من القطط، بدعوى أنها وراء جلب الأوساخ إلى المنزل: «لو جربوا تربيتها واقتناءها لما فارقوها، وأنا أحرص يوميا على الاعتناء بها ونظافتها، وتوفير أفضل أنواع الأطعمة من خارج المملكة، بسبب قلة أماكن بيع أطعمة القطط الفاخرة بمدينة جدة». وعلى ذات المنوال تهتم سميرة عبدالجليل بتربية القطط منذ خمسة أعوام: «تولدت الفكرة منذ سفري إلى بريطانيا قبل أعوام، ومع مكوثي مع عائلة بريطانية لديها قطة صغيرة, وكنت أهتم بها أيضا، ومنذ ذلك الحين وأنا أهتم بالقطط وأخسر بما يعادل مبلغ ألفي ريال شهريا عليها ما بين طعام وأدوات نظافة وإكسسوارات، وأعتقد أن الإسلام أوصى بالرفق بالحيوانات؛ لأن لها مشاعر كالإنسان وتحتاج إلى الاهتمام أيضا». ولا تعتقد سميرة أن الأمر ينطوي على مفاخرة بين البنات، بقدر ما أنه استلطاف وحب: «تختلف النظرة من شخص إلى آخر، فبعض الفتيات يقتنين القطط من باب المفاخرة، والبعض الآخر من باب الحب والاهتمام, وأعتبر نفسي من اللاتي يحببن الاهتمام فقط دون مفاخرة, والمعروف أن للقطط تربية خاصة ومسألة التعود على وجودها يعد أمرا مهما». ويرى المختص بالحيوانات عادل علام أن تربية القطط باتت نوعا من الرفاهية والتفاخر، خصوصا بين الفتيات والنساء: «تعد تربية القطط أمرا مكلفا، حيث إنها تتجاوز تكاليف معيشة الإنسان العادي أحيانا, حيث تستلزم شراء معلبات مخصصة لوضع طعامهم، وكذلك مستلزمات للنظافة والإكسسوارات والجماليات التي ينساق خلفها الفتيات لشرائها للقطط». ويشير إلى أن عالم القطط كبير: «حيث إن كثيرا من عامة الناس لا يعرف أنواع وأشكال القطط، فمنها القط ذو الشعر الطويل، حيث يعود أصل هذه السلالة «الأنجورا أو الأنقورا»، من مدينة أنقرة، ويتميز هذا النوع بفروة كثيفة عليا كالبلدة حول الرقبة والصدر، ويوجد نوع آخر اسمه الشيرازي أو القط الإيراني أو الفارسي، ومنشأه في أوروبا وينحدر من الأنجورا أي أنه سلالة حديثة، وله فراء كثيف مرن منسدل على الجسم، يزداد كثافة عند العنق والأكتاف، وسيقان فرائية له ألوان مختلفة ويعتبر القط الأبيض ذو العيون الزرقاء قط صالون «كلاسيك فاخر» ومعظمهم لا يسمع، وهناك الأبيض بالعيون البرتقالية, وأهم ما يميز الشيرازي السيقان القصيرة والرأس المستدير والعيون تامة الاستدارة الواسعة». ويشير الاختصاصي النفسي جمال ناصر إلى أن مسألة الاهتمام بالقطط أمر جيد: «ولكن إذا وصل إلى حد التقليد فذلك يعود لضعف في الشخصية؛ ما يدفع النفس لإكمال ذلك النقص من خلال تواجد الشخص بكامل المواصفات التي يرغبها الأشخاص الذين يتواجد معهم، كأن يوفر كل الكماليات التي يوفرونها، فيما تعد مسألة القناعة أمرا مهما وهي مسألة صراع مع النفس ولابد أن يقاوم الشخص رغباته وأن يكوِّن شخصيته من خلال الاطلاع ومجالسة المتعلمين». من جانبهم حذر خبراء في الصحة من نقل عدوى الأمراض عبر القطط منها الأمراض الفطرية والأمراض البكتيرية، والتهاب ملتحمة العين والتهاب الحلق واللوزتين والنزلات المعوية وعضة القطة ومرض خدش القطة، وبكتيريا الهليكوباكتر بيلوري والدرن أو السل، والتوكسوبلازما. ويشيرون إلى أنه من المهم للوقاية بعدم السماح للقطة بوضع فمها في طعام أو شراب البشر وعدم تركها تنام معهم في السرير أثناء النوم, لافتين إلى أنه من المهم أيضا الاهتمام بمسألة نظافتها، حيث يحتوي شعرها على الكثير من الميكروبات؛ ما يستوجب عملية النظافة.