تربية الحيوانات الأليفة في المنازل أصبحت تثقل كاهل الأسر، سواء صحياً أو مالياً، وهناك من لا يجيد التعامل مع تلك الحيوانات، في ظل غياب الوعي، وكثير من الأسر يأتي بهذه الحيوانات من باب التباهي، والآخر يأتي بها من أجل تسلية الأطفال، أو لإكمال ديكور حديقة المنزل, رغم أن لهذه الحيوانات أضرارا صحية عديدة يغفلها كثير من هواة تربية الحيوانات في منازلهم. وفي عام وحد سجلت المنطقة الشرقية عددا ليس بالقليل من هروب تلك الحيوانات من المنازل، وخصوصاً القرود، مما شكل إزعاجا للآخرين في منازلهم، وخصوصاً بين صفوف الأطفال، وتخوف كثير من انتشار أمراض وأوبئة من تنقل القرود على أسطح وشرفات المنازل. وتربية الحيوانات من الهوايات التي كانت من بداية البشرية، وهناك أنواع من التربية، ومن أهمها تربية المواشي، والدواجن، التي تستخدم لفائدة الإنسان من لحومها وجلودها، ونوع آخر، وهي تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، واشتهر العرب من قديم الزمان بتربية الحمام الزاجل. المواطنة نورة الحمد، قالت إن تجربتها في تربية "قط" من النوع الشيرازي يجري استيراده من الجمهورية الإيرانية، كانت مريرة، حيث أصيبت جراء ذلك بتقرحات في الجلد، وضيق في التنفس، لافتة لإلى أن اقتناء ذلك القط كان من باب التسلية، وأنها تعالجت على أيدي متخصصين، وقررت بعد ذلك التوقف عن اقتناء أي حيوان أليف في المنزل. والشاب السعودي يوسف رضوان (25 عاماً) تحول من الهواية إلى الاحتراف، وأصبح متمرسا في تربية الحيوانات، وأصبح يعيش مع الزواحف السامة والحيوانات المفترسة باستمرار، يقول :"بدايتي كانت منذ أكثر من 12 عاما، وبدأت بتربية طيور الزينة الصغيرة، واتجهت بعد ذلك للببغاوات، وبعدها بسنوات أخذت أربي الطيور المختلفة، ونميت هوايتي بالقراءة ومتابعة أحدث أخبارها على شبكه الإنترنت، وأصبحت متمرسا في ذلك المجال، وتوسعت فيه، وأصبحت أربي أنواعا عديدة من الحيوانات، وتحولت هوايتي إلى الاحتراف، وامتهنت تجارة الحيوانات بشتى أنواعها، من الحيوانات المنزلية الصغيرة إلى الحيوانات المفترسة". وعن الشروط التي يجب أن تتوفر لصاحب هذه الهواية أضاف رضوان أنه "بإمكان أي شخص أن يقتني أي حيوان في منزله، لكنه يجب أن يدرس الأمر قبل ذلك ، فهناك مضار قد تعود عليه أو على أسرته من هذه الحيوان، فعليه مثلا اختيار نوع الحيوان المناسب، ومن المهم أن يكون البيت أيضا مناسبا له، فإذا كان أحد أفراد الأسرة يهوى تريبه القطط، وأحدهم يعاني من حساسية من شعر القطط، فلا تستطيع اقتناؤها، ولا بد من اختيار نوع الحيوان بمساعدة أحد المختصين، وعدم الاعتماد على المحلات التجارية فقط في ذلك، وكذلك لا يجب أن يتسرع الهاوي بشراء الحيوان واقتنائه قبل توفير كل اللوازم من إكسسوارات، ومواد التنظيف والعناية اللازمة، ويفضل دائما تربية الحيوان الصغير والمفطوم الذي يعتمد على نفسه في التغذية". وأشار يوسف إلى أنه لابد للهاوي من العناية الدورية بالحيوان، ومتابعة تطعيمه، والتعامل مع العيادات والصيدليات البيطرية التي تمتلك خبرة في التعامل مع الحيوانات المنزلية، ومعرفة الأمراض الأكثر عرضه للحيوان، وأعراضها، لكي يكون على دراية بذلك. وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية الطبية البيطرية السعودية الدكتور أحمد اللويمي، إنه من الصعب الحصول على إحصائيات بأعداد من يربون حيوانات في منازلهم، لافتاً أن هناك نزاعا بين البلديات وبين وزارة الزراعة حول إصدار تراخيص وتبعية المحلات التي تبيع طيور الزينة والحيوانات الأليفة التي تربى في المنازل. وحول تربية الحيوانات الأليفة في المنازل قال إن مربي الحيوانات الأليفة في المنازل، يجب أن يكون لديه برامج وزيارات دورية للعيادات البيطرية، وأن يخصص للكلاب أماكن منعزلة خارج المنزل، موضحا أن هناك كثيرا من الأمراض التي تصيب تلك الحيوانات، ولا تنتقل للإنسان، وفي المقابل هناك أمراض تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. وأضاف أن "القطط تصاب بمرض يسمى "كوكس" خطير جداً على النساء الحوامل، والكلاب قد تصيب الإنسان بمرض "داء الكلب "، وهو خطير على صحة الإنسان، كما تنقل كثير من الديدان للإنسان كالديدان الشريطية والأسطوانية، وتصيب البشر بالهزال، وتساقط الشعر، وكذلك طيور الزينة تصاب بأمراض خطيرة تصيب الإنسان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي". وأوضح اللويمي أن الحيوانات قد تصاب بمرض السكري، كما أن القطط تصاب بمرض السرطان إذا لم تطعم ضد الفيروسات، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بالجانب الغذائي لتلك الحيوانات.