في ما يمكن وصفه بالابتزاز، طلّت ظاهرة جديدة على قاعات الاختبارات، فبدلاً من اكتفاء الطلاب بالإيماءات في طلب المساعدة (الغش)، تطور الأمر إلى المصارحة بطلب المساعدة من المعلمين المراقبين مقابل خروجهم من قاعات الاختبار مبكراً، بدلاً من الانتظار والبقاء إلى نهاية الوقت. "سبق" رصدت ردود أفعال معلمين ومشرفين تربويين وطلاب شهدوا فصول تلك الظاهرة الغريبة وغير المسبوقة.
وقال الطالب "ب. خ": إنه سمع من زملائه مثل تلك الظاهرة، وأبدوا ارتياحهم لها، مفيداً أنه لم يجربها، وأبدى استياءه حيالها لأنها "تضعف من هيبة المعلم، وتساعد على عدم الثقة بالنفس مستقبلاً، والإهمال من قبل التلاميذ، وضعف التحصيل الدراسي".
أما الطالب "س. أ" فقال: "هناك بعض المعلمين يرون في مساعدة الطلاب أثناء الاختبارات جانباً إنسانياً"، مفيداً أنه شاهد أحد زملائه يطلب المساعدة من المعلمين، واستغرب ذلك، واستدرك بقوله: "إن تصرف المعلم كان تربوياً، حيث تناقش معه بعد أداء الاختبار، وتبين أنه مارسها مع غيره من المعلمين، ولاقت استحساناً من البعض، والزجر من البعض الآخر".
وقال المعلم "م.ع"، إنه كان ملاحظاً في إحدى قاعات الاختبار، وفوجئ هو وزميل آخر بطلب التلاميذ قبل نهاية الوقت بنصف ساعة تقريباً لمساعدتهم عن طريق تغشيشهم في أكثر من سؤال، ومساومتهم على الخروج مبكراً.
وأضاف أنهم يعرفون أصدقاء لهم في سنوات سابقة كانوا يقومون بمثل تلك المخالفات، مشيراً إلى أنه "عندما نهرت أولئك الطلاب، وبينت لهم حقيقة ذلك، وأنه غير جائز، كانت ردة فعلهم التذمر والامتعاض، ووصفوني بالمعقد".
أما المعلم "ص. أ" فاستغرب مثل هذه التصرفات التي تصدر من جيل يعول عليهم الوطن الكثير، وقال: "إنني صدمت بكثير من الطلاب في قاعات الامتحانات بطلبهم الغش العلني عبر تمرير المعلومات شفهياً، أو من خلال نماذج إجابات زملائهم الذين قد يغادرون مبكراً من المتميزين"، معتبراً أن "هذه من مؤشرات ذهاب هيبة المعلم، التي كانت في السابق محل احترام وتقدير وتبجيل".
وقال المشرف التربوي "م.أ": "لم تصل تلك الحوادث إلى الظاهرة بعد، بل إنها مجرد وقائع تعد على أصابع اليد الواحدة"، وأضاف أن "تلك التجاوزات مخالفة شرعاً ونظاماً، فلم توضع الاختبارات إلا لقياس التحصيل العلمي للطلاب، ولم توضع للتعجيز"، مشيراً إلى أن "طلب الطلاب من الملاحظ الغش ومساعدته على ذلك تعد حالات شاذة جداً، لا ترقى إلى مستوى الظاهرة".
وأوضح المشرف التربوي "ص. ح" أن "هذه حالات في حكم الشاذ، ولا تحدث مع كل المعلمين"، مبيناً "أنها ترجع في مجملها لشخصية المعلم"، مضيفاً أنه "للأسف هناك بعض التساهل قد يحدث من قبل بعض المعلمين تجاه الطلاب في أيام الاختبارات، ويجب إيقاف مثل هذه التجاوزات الخطيرة".