يبتكر عدد من الطلاب السعوديين طرقاً جديدة للغش في الاختبارات، ويستخدمون وسائل التقنية الحديثة في حل معظم أسئلة مناهجهم الدراسية. ويعيش المعلمون الذين يراقبون الطلاب في قاعات الامتحانات معاناة مع طلابهم، خصوصاً في المرحلة الثانوية، التي يجد فيها معظم الطلاب متعة الغش في الحل، إذ إن ما توصلوا اليه أخيراً في تلك المسألة استخدام الهاتف النقال في إجابات المواد الدراسية الصعبة. يقول المدرس عبدالله المطلق: «نحرص قبل أيام الاختبارات على معرفة وسائل جديدة ومبتكرة في الغش بين الطلاب، لكن ما يحيرنا هو استخدامهم الهاتف النقال في قاعات الاختبارات»، مشيراً إلى أنه في إحدى السنوات الأخيرة ضبط طالب يضع في أذنه سماعة صغيرة لا ترى من بعيد، وهي خاصة لهاتفه، ويجيب عن الأسئلة من خارج المدرسة أحد زملائه الذين أنهوا نصف المدة الزمنية للاختبار. وأضاف: «لاحظت على الطالب حركة شفتيه، واستغربت ذلك، ومن ثم اتجهت له، وأوقفته للتفتيش، لكني لم أعثر على أي شيء في جيبه، ما جعلني أشدد عليه، وطلبت منه أن يخلع شماغه (عمامته) فرفض، وبعد محاولات عدة، اتضح لي وجود سماعة في أذنه، والهاتف وضعه تحت ملابسه من ناحية بطنه»، لافتاً إلى أنه بعدها حرر محضراً بالحادثة، وتقرر حرمان الطالب من درجات أسئلة عدة. ويرى المدرس سامي المطيري أن وسائل الغش بين الطلاب كثيرة، أبسطها حمل أوراق من الكتاب منسوخة بشكل صغير جداً، يسهل إدخالها إلى القاعة، والالتفات إلى زملائهم في القاعة. وأوضح أن مجموعة من الطلاب يغشون من دون أن يدخلوا أية أوراق أو أجهزة حديثة، إذ يتفقون في ما بينهم على إشارات تستخدم في حل الأسئلة الموضوعية أي التي تعتمد على الاختيارات المتعددة، ووضع علامة صح أو خطأ. وأشار إلى أن من بين تلك الإشارات رفع اليد وحركة الأصابع، والتحايل بالسعال كأن يسعل طالب العون مرة واحدة أو مرتين أو ثلاث مرات متتالية. وذكر أنه في أحد الاختبارات اكتشف طالباً يغش من خلال ورقة صغيرة أدخلها، ووضعها على طاولته، وعندما عرف التلميذ بضبطه، اضطر إلى أكلها، لكي لا يكون هناك دليل يدينه. وأشار إلى أن بعض الطلاب يلجأ إلى طريقة الكتابة على الملابس خصوصاً ملابسه الداخلية، ونقش الإجابات على ساعده، أو راحة يده. من جانبه، يؤكد المشرف التربوي مشعل المرشدي أن الغش في الاختبارات لا يزال موجوداً بين الطلاب، لكنه ينتشر بشكل خاص بين الطلاب الذين يتدنى مستواهم الدراسي، كونهم يرونه طريقة سهلة في حل الأسئلة، ويريحهم من عناء المذاكرة طوال أيام الامتحانات، مشدداً على أن إدارات التربية والتعليم في مناطق المملكة تعرّف معلميها بطرق الغش، والإجراءات المتبعة ضد الطالب المتلبس بهذا الجرم التربوي. وأضاف أن الغش محرم شرعاً، وهذا ما جعل التربويين يحذرون من استخدامه في الإجابات على الأسئلة الدراسية، لأنه نجاح غير مشروع للطلاب، لافتاً إلى أن كل مدرسة يتواجد فيها مشرف تربوي أثناء الاختبارات، لمتابعة سيرها، والأنظمة المعمول بها ضد الطلاب الذين يستخدمون أساليب غير نظامية في الإجابات على أسئلة المنهاج في نهاية كل فصل دراسي. يذكر أن أنظمة وزارة التربية والتعليم في السعودية اقتصرت في السنوات الأخيرة على حذف إجابات الطلاب التي حصلوا عليها من طريق الغش، بعكس ما كان معمولاً به سابقاً، باعتبار الطالب راسباً في المادة التي لجأ في حل أسئلتها إلى عوامل مساعدة كالحركة والكلام، ووجود كتابات معه.