كشفت وثائق سرية نشرها موقع ويكيليكس أن رجلاً أمريكياً مسناً في الخامسة والسبعين من العمر هرب من إيران إلى تركيا على ظهر حصان عن طريق سلسلة من الجبال، بعدما صادرت سلطات طهران جواز سفره. وقالت صحيفة "الغارديان" البريطانية الصادرة اليوم, نقلاً عن الوثائق "إن حسين قنبرزاده، وهو أمريكي من أصل إيراني، ويقيم في لوس أنجلوس وقرر زيارة أقاربه في طهران في العام 2008 بالطريقة العادية، لكنه غادر إيران بوسائل نقل غير عادية". وأضافت أن قنبرزاده قرر حسم الأمر بنفسه بعد منعه من مغادرة إيران لمدة سبعة أشهر, ومصادرة جواز سفره, وتجاهل المحاكم الثورية دعوات استئنافه ضد قرار منعه من المغادرة، فامتطى حصاناً استأجره من دليل وبدأ رحلة الهروب المحفوفة بالمخاطر عبر الجبال الباردة شمال غرب إيران باتجاه تركيا، وبعد أن اجتازها على ظهر الحصان استقل حافلة ركاب. وذكرت وثائق ويلكيليس المسرّبة أن قنبرزاده راجع القسم القنصلي في السفارة الأمريكية في أنقره في التاسع من يناير 2009 طالباً المساعدة، وأدهش الدبلوماسيين الأمريكيين ظهوره أمامهم بصحة جيدة بعد رحلة الهروب الشاقة وكان يعاني فقط من أوجاع وآلام بسيطة نجمت عن سقوطه من على ظهر الحصان. وقالت الصحيفة إن محنة قنبرزاده غير المروية سابقاً ونهايتها السعيدة، وردت في برقية دبلوماسية من السفارة الأمريكية في أنقرة ذكرت أن جواز سفره صادرته السلطات الإيرانية في مطار طهران بينما كان على وشك المغادرة ورفضت مراراً إعادته له. وأضافت أن قنبرزاده عزا، وبحسب البرقية الدبلوماسية، أسباب مصادرة جواز سفره إلى سببين، الأول هو الابتزاز وإجباره على دفع 150 ألف دولار، ما يعادل نحو 92 ألف جنيه إسترليني، لتسهيل مغادرته إيران، والثاني هو الضغط بعد إبلاغه من قبل مسؤولين إيرانيين أن يطلب من أبنائه المقيمين في لوس أنجلوس التوقف عن الترويج في منطقة الخليج لفناني موسيقى البوب الإيرانيين الذين اعتبروهم معادين لنظام طهران. وذكرت البرقية الدبلوماسية أن محنة قنبرزاده لم تنته بعد هروبه من إيران ودخوله تركيا، حيث اعتبره المسؤولون الأتراك مهاجراً غير شرعي وأمروا بترحيله إلى إيران، قبل أن يتدخل دبلوماسيون من السفارة الأمريكية في أنقرة ويجرون اتصالات في وزارة الخارجية التركية تم على إثرها السماح له بالعودة إلى الولاياتالمتحدة .