خاطب فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة اليوم، جنودنا المرابطين على الحدود الجنوبية، قائلا "أيها الأبطال المساعير والأنجاد المغاوير وجنودنا المرابطون على حدودنا الجنوبية الأمة تفخر بكم وتعتز بتضحياتكم فهنيئاً لكم شرف الدنيا وثواب الأخرى، فعن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأُجري عليه رزقه وأمن الفتان). وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن هذه البلاد المباركة ستظل بحول الله وقوته ثم بعزيمة رجالها وإيمان أهلها وصدق ولاتها ونصح علمائها حامية لمعاقل الدين من التغيير حافظة لموارد الشريعة من التكرير لا تساوم على حساب دينها ولا تصانع على عقيدتها ولا تداهن على موجبات إيمانها بلداً أمناً مطمئناً ساكناً مستقراً متلاحماً متراحماً عزيزاً بعز الإسلام منيعاً محفوظاً مصوناً بحفظ الدين. وكان فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أكد، أن الله حرّم البغي والعدوان على الناس، وأوصاهم بالتواضع وألا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد. وقال "بلاد الإسلام بلاد محسودة وبالأذى مقصودة والمملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين وخادمة المسجدين العظيمين وراعية المدينتين المقدستين مهبط الوحي ومأول العقيدة ومئرز الإيمان وحرم الإسلام بلاد في ظلال الشرع وادعة وفي رياض الأمن راقعة ولأطراف المجد جامعة بلاد العطاء والنماء والوفاء والإسلام والسلام ، امتدت يد الخير منها إلى كل منكوب وسرت يد العطاء منها إلى كل مكروب ولا تزال تعطي وتمنح وتساعد وتنفح". وأضاف "مع ذلك كله لم تسلم من يد الغدر والبغي والعدوان فخرجت عليها عصبة غاوية وحفنة شاذة وسلالة ضالة قد ظهر طيشها ولاح سفهها وبان هوجها وسخفها فتسللت إلى حدود بلادنا المباركة وأرضنا الطاهرة واعتدت على جنودنا وأهلنا ظلماً وبغياً وحقداً وحسداً في محاولة خاسئة خاسرة خاطئة خائبة لنشر الفوضى والنيل من أمن بلادنا وكرامتها وسادتها خدمة لأعداء الإسلام وأهدافهم الخبيثة، فكانت المتالك لهم راصدة والعزائم لهم حاصدة جيوش مؤمنة وموحدة أخبت فتنتهم وقطعت أنوفهم وقلمت أظفارهم ودمرت عتادهم واجتثت بغيهم وعدوانهم، وعاد الباغي يجر أذيال الخيبة مهاناً واندحر العادي إلى داره مهزوماً مقبوراً مداناً ليكون سمعة رادعة ومثلة وازعة وعظة مانعة لكل من تسول له نفسه النيل من أمن هذه البلاد المباركة وكرامتها وسيادتها وأرضها ودينها وعقيدتها. وبين البدير أن البغي يصرع أهله ويحلهم دار المذلة ولا خير في أمة يوطأ من العدى أرضها ويداس من البغاة حريمها فتخنع وتخضع، قال جل في علاه (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم). وعن النبي صلى الله عليه وسلم (أنه سائله سائل إن عدى علي عاد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكره وأمره بتذكيره ونهيه ثلاث مرات فقال فإن أبى قال فإن أبى فقاتله فإن قتلك فأنت في الجنة وإن قتلته فهو في النار)، وعن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد).