قال العالِم المصري علي محمد زكي، الذي اكتشف فيروس "كورونا"، الذي يشبه فيروس التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز)، إنه سيتسبب في وباء على الأرجح في مرحلة ما، لكن ليس بالضرورة أن يكون في صورته الحالية. وقال "زكي"، الذي حدد الفيروس الجديد في يونيو الماضي في مريض بمستشفى يعمل به في جدة، في مقابلة عبر الهاتف اليوم مع "رويترز"، إنه لم يصب أحد آخر بالمستشفى في ذلك الوقت.
وتابع "زكي"، الذي يعمل الآن بجامعة "عين شمس" في القاهرة "الفيروس ربما يتحور حسبما يحدث حالياً. يبدو أن انتقاله سيصبح أسهل تدريجياً".
لكنه قال إن الأطباء والسلطات في وضع أفضل للتعامل مع التفشي عما كانوا عليه عند تفشي "سارز"؛ لأن الفيروس الجديد جرى التعرف عليه في مرحلة مبكرة نسبياً.
وأضاف: "لدينا الآن الفيروس قبل حدوث الوباء. أعتقد أنه سيحدث، ولدينا أدوات لتشخيصه".
وأشار "زكي" إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان الفيروس الجديد، الذي أودى بحياة أكثر من نصف أصحاب الحالات الشديدة المؤكدة حتى الآن، وعددها 32 حالة، سيظل فتاكاً بالدرجة نفسها إذا أصبح معدياً بصورة أكبر.
لكنه قال إن السلطات يجب أن تستعد للأسوأ، وتطبق المعايير القياسية للسيطرة على العدوى، مثل العزل، مثلما فعلوا بالضبط مع "سارز". مشيراً إلى أن السعودية بها عدد كبير من العمال المغتربين الذين يمكن أن ينشروا المرض في أنحاء العالم.
وإضافة إلى ذلك تستقبل السعودية ملايين الحجاج سنوياً. ويحل موسم الحج هذا العام في أكتوبر.
وقال "زكي": "هل هناك إمكانية لانتقال الفيروس خارج السعودية؟ أعتقد أن هناك إمكانية كبيرة؛ لأن الكثير من الناس يعملون في السعودية، وكثير من الناس يزورونها للسياحة الدينية".
ووافق مايكل بيكر من قسم الصحة العامة بجامعة أوتاجو في ولينجتون بنيوزيلندا على أن الفيروس الجديد قد يتحول إلى تهديد خطير.
وقال "بيكر" في تعليق عبر البريد الإلكتروني: "ظهور سارز في 2003 ذكرنا بأن أنواعاً جديدة تماماً من العدوى البشرية يمكن أن تظهر بدون سابق إنذار، وأن تتطور إلى وباء عالمي، ربما تصعب السيطرة عليه".