قررت محكمة جنايات الجيزة إيداع مذيع التليفزيون المصري إيهاب صلاح سالم، المتهم بقتل زوجته، مستشفى للأمراض النفسية، لتقديم تقرير عن حالته النفسية والعقلية وقت ارتكاب الجريمة، وتأجيل المحاكمة لجلسة 8 نوفمبر المقبل مع استمرار حبس المتهم. وبدأت اليوم أولى جلسات محاكمته بعد أن أحالته النيابة للمحاكمة بتهمة قتل زوجته ماجدة كمال عمداً، بأن أطلق عليها عياراً نارياً أصابها في رأسها وفارقت الحياة في الحال، وحيازة مخدري البانجو والحشيش، بقصد التعاطي. وروت صحيفة "المصري اليوم" بعض تفاصيل جلسة المحاكمة، وقالت: إن المحكمة سألت المتهم في بداية الجلسة عن ارتكابه الجريمة فرد من داخل القفص قائلاً: "أنا كنت بهوشها بس.. مكنتش أعرف إن المسدس فيه طلقات". وأثبتت المحكمة حضور بهاء الدين أبو شقة محامياً عن المتهم، وكذا دفاع المدعين بالحق المدني ورثة المجني عليها، وهم والدها وأشقاؤها. واعترض أبو شقة في بداية الجلسة علي سوء حالة قاعة المحاكمة وقال لرئيس المحكمة: إن هذه القاعات لا تصلح أبداً للمحاكمات، وأنه سيقول ذلك لوزير العدل نفسه. وقال دفاع المجني عليها: إنه لم يتمكن من استخراج إعلان وراثة لورثة المجني عليها، لأن زوجها لا يزال على قيد الحياة، فردت المحكمة أن ذلك أمر سابق لأوانه. وقدم أبو شقة للمحكمة حافظة مستندات ضمت نص القانون رقم 71 لسنة 2009، والخاص برعاية المريض النفسي. واعترض دفاع المجني عليها عندما بدأ أبو شقة في الحديث عن تفاصيل هذا النص القانوني، بزعم أن ذلك يدخل في صميم المرافعة، وطلب من المحكمة الاستماع إلى طلباته أولاً. وطلب ضم ملف خدمة المذيع المتهم باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وكافة التقارير التي أهلته لتقديم برنامج "أمان يا مصر". وطلب استدعاء الصحفي محمد عبد اللطيف، بجريدة الأهرام، لتقديم المذكرات التي أرسلها له المتهم، وكتبها المتهم في محبسه، وتحدث فيها تفصيلياً عن الجريمة ونشرتها الجريدة علي صفحتين كاملتين. كما طلب ضم "سي دي" برنامج "الحياة اليوم" علي قناة "الحياة" الفضائية الذي استضاف الصحفي وشرح كيفية حصوله علي هذه المذكرات، وأقر أنه حجب الكثير من المعلومات عن الجريمة. وأنهى طلباته بتعديل قيد ووصف الجريمة من قتل عمد، إلى قتل عمد مع سبق الإصرار، واستدعاء أحد خبراء الأدلة الجنائية لتصوير ارتكاب المتهم للجريمة. وقال: إنه يريد من المحكمة إثبات ما قدمه من صور فوتوغرافية تعبر عن علاقة الحب المتبادل بين المتهم والمجني عليها. ثم تحدث بهاء أبو شقة محامي المتهم للمحكمة مرة أخري عن نص القانون الذي قدمه في بداية الجلسة، وقال: إن محكمة النقض أصدرت حكماً استندت فيه لهذا القانون، موضحاً أنه نص في إحدى فقراته علي أنه "لا يسأل جنائياً الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة اضطراباً نفسياً أو عقلياً". وقدم أبو شقة تقريراً أعده طبيب استشاري في الأمراض النفسية أكد فيه أن المتهم أصيب بما يسمى "الجنون اللحظي" نتيجة استثارة المجني عليها له، طبقاً لما جاء في الأوراق، واعتدائها عليه بالسب والشتم، وصفعه على وجهه، ما أدى إلي إصابته بخلخلة نفسية عنيفة دفعته لارتكاب الجريمة". وطلب من المحكمة إيداع المتهم إحدى مصحات الاستشفاء النفسي، وتشكيل لجنة طبية بعد الاطلاع على التحقيقات وملابسات وسيناريو الجريمة، لتضع تقريراً عما إذا كان المتهم وقت ارتكابه الجريمة كان مصاباً باضطراب نفسي أو عقلي أفقده الإدراك والاختيار، أو أن هذه الملابسات ينجم عنها بالفعل إصابته بهذا الجنون اللحظي، أو أنها تؤدي إلى نقصان الإدراك والاختيار. وطلب أبو شقة من المحكمة إثبات تنازله عن سماع أي من الشهود. وعقبت النيابة علي طلب دفاع المتهم بإيداعه مستشفى للأمراض النفسية، وقال محمود عبود ممثل النيابة: إنه من خلال معايشته للتحقيقات مع المتهم وروايته لظروف الواقعة، تكشّف للنيابة أكثر من دليل يؤكد أنه كان في كامل وعيه وإرادته، ولم يفقد الإدراك أو الاختيار، وبالتالي فإن الطلب ليس له فائدة تذكر. وفي نهاية الجلسة قررت المحكمة إيداع المتهم مستشفى للأمراض النفسية لتقديم تقرير عن حالته النفسية والعقلية وقت ارتكاب الجريمة، وتأجيل المحاكمة لجلسة 8 نوفمبر المقبل مع استمرار حبس المتهم. وبدأت تفاصيل القضية بإحالة المتهم إيهاب صلاح، مذيع بقطاع الأخبار بالتليفزيون المصري، إلى محكمة الجنايات بعدما انتهت التحقيقات إلي إدانته بقتل زوجته عمداً فجر يوم 19 يوليو الماضي. وتبين من التحقيقات أن مشادة كلامية نشبت بينهما عقب عودة المتهم من عمله، تطورت إلى تشابك بالأيدي، وصفعته المجني عليها علي وجهه، ما أثاره، فأحضر سلاحه الناري وأطلق عليها عياراً أصاب رأسها وأرداها قتيلة في الحال. وأبلغ المتهم عن الجريمة، واعترف في تحقيقات النيابة بارتكابه الواقعة.