رفض بعض هواة صيد الضبان ما يقوم به آخرون من صيد كميات كبيرة منه لمجرد المتعة، ثم رميها لرفضها من قِبل الأهل. وتخرج الزواحف من جحورها، مع دخول فصل الصيف، بحثاً عن الهواء والكلأ بعد سبات شتوي طويل، ومن أهمها فصيلة الضب الذي يتسابق على صيده وأكله سكان المنطقتين الوسطى والشمالية. وعلى الرغم من عدم اهتمام الأسر بالضب وجعله وجبة رئيسية على سفرة الطعام قياساً باللحوم البيضاء والحمراء ولحوم الطيور الموسمية، إلا أن الضبان تلاقي كل موسم مطاردة جائرة من هواة الصيد. وتم تداول صور تُظهر صيد الآلاف من الضبان وجمعها في حوض السيارات، فيما يصفه معارضون بفرد عضلات واستعراض وأخيراً رميها دون أكلها. وفي جولة ل"سبق" كشف أحد هواة صيد الضبان الشاب محمد بن عائض الشلوي أنه لا يمانع من الخروج إلى صحراء محافظة رماح شمال الرياض نهاية الأسبوع لقنص الضب وطبخه في المكان والاستمتاع بأكله، وإهداء كمية قليلة لأصدقائه وأهله، لكن ما يشاهده من بعض ضعاف النفوس بصيد المئات والتصوير معها ورمي جزء منها في النفايات فهو حرام ويدخل في باب الإسراف وإزهاق الأرواح دون حق. ويرى عبدالله بن منيف بن مضيان أن هواية صيد الضبان ممتعة للغاية، وكلما سنحت الفرصة لصيد المزيد مات الإحساس بالذنب والتفكير في مصير الكميات الكبيرة التي تغطي حوض "الشاص"، ويأتي تأنيب الضمير في المساء عندما نعود لمنازلنا ويرفض أهالينا طبخها أو إدخالها في الثلاجة. ويروي بدر بن هجرس موقفاً حدث له في صحراء الدهناء عندما أظلم الليل بعد نهار ممتع وغني بصيد آلاف الضبان، ولما أرادوا الإخلاد للنوم في البر انتابهم شعور الخوف والأرق، ومر عليهم الليل دون أن يغمض لهم طرف، وقرروا في الصباح التوجّه للرياض وهناك قاموا بتوزيع الكميات على أصدقائهم. ومن جانب آخر طالب بعض هواة صيد الضبان الأشخاص الذين يقومون بتصوير الكميات الكبيرة منها بمخافة الله وعدم الإسراف والتبذير والمباهاة في عرضها لأن ذلك نوعٌ من فرد العضلات، مشيرين إلى أن جزءاً كبيراً منها لا يؤكل، خصوصاً أن ربات البيوت لا يرغبن في طبخها أو وضعها في الثلاجة.