أعطى مجلس الوزراء الإسباني الضوء الأخضر لنشر 500 جندي في قوات مشاة البحرية الأمريكية وثماني طائرات حربية في القاعدة العسكرية "مورون" بمحافظة "إشبيلية" الأندلسية الجنوبية، ضمن عمليات الاستجابة لحالات الأزمات في شمال إفريقيا. وقالت نائبة رئيس الوزراء الإسبانية سورايا ساينث دي سانتاماريا في مؤتمر صحفي عقب اجتماع المجلس: "إن ذلك يأتي في إطار اتفاقية التعاون في مجال الدفاع الموقعة بين البلدين" مشيرةً إلى أن الهدف من انتشار القوات الأمريكية في الجنوب الإسباني حماية المواطنين والمرافق والموظفين الأجانب العاملين في تلك المنطقة من أي اعتداء أو هجوم. وأوضحت "أن انتشار تلك القوات لمدة 12 شهراً في الأراضي الإسبانية جاء استجابة لطلب من وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل مطلع الشهر الجاري..." لافتةً في هذا السياق إلى حالة انعدام الأمن والاستقرار التي تهمين على بعض دول ما يسمى ب"الربيع العربي"، ومنطقة الساحل التي تُعَدّ بمجملها مناطق إستراتيجية مهمة بالنسبة للاتحاد الأوربي. وشددت على أن "الهدف يُعَدّ تجنب وقوع أحداث مشابهة للهجوم على القنصلية الأمريكية في مدينة (بنغازي) الأمريكية في سبتمبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفن وثلاثة موظفين آخرين في السفارة في البلد العربية". ويأتي ذلك ضمن إطار اتفاقية الدفاع الثنائية بين إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية التي كانت وقعت في عام 1988، وتم تمديدها خلال الفترة الأخيرة، والتي يتاح بموجبها لأمريكا بنشر 4250 جندياً أمريكياً في قاعدة "روتا" العسكرية في محافظة قادش الجنوبية، و500 آخرين في قاعدة "مورون" العسكرية بشكل دائم، إلى جانب السماح بانتشار 2285 جندياً آخرين بشكل مؤقت في القاعدتين حسب الضرورة. وكان البرلمان الإسباني صادق في الخامس من أكتوبر الماضي على نشر 1100 عنصر في الجيش الأمريكي في قاعدة "روتا"، إضافةً إلى نشر أربع مدمرات أو سفن حربية سريعة قادرة على المناورة ومزودة بصواريخ بحر- جو وبحر- بحر، وذلك كجزء من اندماجها في منظومة الدرع الصاروخية لقوات حلف شمال الأطلسي.