قال جاويد لودين، نائب وزير خارجية أفغانستان اليوم، الأربعاء: إن "كابول" تشعر بالصدمة إزاء "عدم اكتراث" باكستان بعملية السلام الأفغانية الوليدة، وإنها مستعدة للعمل على تحقيق المصالحة دون مساعدة "إسلام أباد". وتعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها أفغانستان عن إمكانية التحرك – وحدها - في جهود السلام من دون جارتها. وينظر إلى باكستان على أن لها دوراً حاسماً في استقرار الوضع في أفغانستان؛ نظراً لصلاتها القوية بجماعات المتمردين.
وقال "لودين" في لقاء مع "رويترز": إن الحكومة تستعين بسجناء بارزين من "طالبان" سلمتهم الولاياتالمتحدة في الآونة الأخيرة، وأودعوا سجن "باجرام"؛ لحث المقاتلين على إقرار السلام، ولم يذكر تفاصيل.
ويحث المسؤولون الأفغان باكستان - منذ فترة - للتأثير على حركة "طالبان"، والجماعات الأخرى، وإقناعها بالانضمام إلى جهود المصالحة، وتحدثت "كابول" عن حدوث تقدم، بعد أن أفرجت باكستان عن بعض سجناء "طالبان"، الذين يمكن أن يروجوا للسلام.
لكن "لودين" الذي يعتقد على نطاق واسع، أنه هو الذي يصوغ السياسة الخارجية لأفغانستان، قال في المقابلة مع "رويترز": إن بلاده لمست تحولاً في موقف باكستان حيال جهود السلام التي باتت أكثر إلحاحاً، مع استعداد القوات الأجنبية لمغادرة البلاد بحلول نهاية 2014.
وأضاف "نحن هنا في "كابول" نشعر بقدر من الصدمة؛ لأننا نواجه مرة أخرى عدم اكتراث بالغ من جانب باكستان، نشعر بإحباط بالغ".
وأشار "ما حدث في الشهور القليلة الماضية، هو أننا رأينا باكستان تغير الهدف في كل مرة نتوصل فيها إلى تفاهم". وقالت أفغانستان - أيضاً - إنها ألغت رحلة عسكرية إلى باكستان؛ بسبب "القصف الباكستاني غير المقبول" لأراض حدودية في شرق البلاد.
وسقطت أكثر من 20 قذيفة مدفعية باكستانية على إقليم "كونار"، بشرق أفغانستان يومي الاثنين والثلاثاء، وتسبب إلغاء الرحلة والتعبيرات الدبلوماسية الغاضبة على مدى أيام، في زيادة توتر العلاقة بين البلدين.
وقال "لودين": إن باكستان ظلت تحاول إشراك "طالبان" في محادثات مع أطراف أخرى، وهو أمر رأى أنه سيبدد ما تحقق من مكاسب.
وأضاف: "مفهوم باكستان لعملية السلام، مفهوم سيبدد إنجازات السنوات العشر الماضية، وسينكر مركزية الدولة الأفغانية".
ورغم انعقاد عدد من الاجتماعات في عواصم غربية خلال الأشهر القليلة الماضية؛ حيث التقى ممثلون ل"طالبان" مع مفاوضين يمثلون حكومة أفغانستان، لم تظهر أي علامة على حدوث انفراجة.
ومن المقرر أن يزور "كرزاي" قطر قريباً؛ لبحث فتح مكتب ل"طالبان"، يمكن الاستعانة به في الاتصالات المتعلقة بالسلام في المستقبل. وأكد "لودين" على أن باكستان لاعب محوري، وأن أفغانستان ما زالت ترحب بدعمها. وقال: "الحقيقة المحزنة هي أن باكستان لا تزال أهم حلقة مفقودة في رؤيتنا هذه برمتها".