- الأمير محمد بن فهد هو المستشار الأسري الأول بالمنطقة الشرقية - عندما تخاطب الناس لا بد أن تخاطبهم بلغة الحب والشفقة لا بلغة الأوامر والنواهي . - شوهد في بعض بيوت المسلمين أطفال يؤشرون بعلامة التثليث وبنات علقن في رقابهن الصليب ! - كثير من الانحرافات حدثت بسبب فقدان الحوار بين أطراف الأسرة . البائعون في محلات المستلزمات النسائية يستغلون كروت العطور في المعاكسة - هذه قصة زيارتي للبحرين بعد عامين من التخرج من جامعة الإمام . حوار: حامد العلي - سبق : أكد رئيس لجنة التكافل الأسري بإمارة المنطقة الشرقية الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري على دور لجنة التكافل الأسري والتوجيهات السديدة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير المنطقة الشرقية في تيسير وتسهيل أمور المواطنين . وأضاف خلال لقائه مع "سبق" أنه تم بحمد الله إنشاء 11 مركزاً أسرياً بالمنطقة الشرقية وتخصيص هاتف مجاني لإستقبال مشاكل المواطنين على الرقم 920000900 بشكل يومي من الساعة 4 - 10 مساء. لافتاً إلى أن الأمير محمد بن فهد هو المستشار الأسري الأول بالشرقية؛ بتوجيهاته ومتابعته لأعمال اللجنة التي تهدف إلى تحقيق السعادة الأسرية وبناء المجتمع المترابط بالمنطقة. جاء ذلك في حوار أجرته "سبق" مع الشيخ الدكتور غازي الشمري.. وفيما يلي نص الحوار. * كونك رئيساً للجنة التكافل الأسري بإمارة المنطقة الشرقية.. ما المهام التي تتطلع بها تلك اللجنة؟ وما أبرز الإنجازات التي حققتها منذ نشأتها؟ - الأهداف التي نريد تحقيقها: نشر الوعي بين أفراد المجتمع بأهمية الترابط الأسري، تحقيق الأمن الاجتماعي من خلال تفعيل مبدأ التكافل الاجتماعي، تبصير الرجل والمرأة بحقوقهما وواجباتهما، حل المشكلات الأسرية بسرعة وفاعلية، حماية أفراد الأسرة من ظلم بعضها لبعض، العمل على إصلاح ذات البين بين أفراد الأسرة الواحدة، المساهمة في بناء مجتمع متماسك من خلال حماية الأسرة من التفكك . أما المهام فهي: الإشراف على الحالات الأسرية الطارئة والعمل على حلها، دراسة الحالات الأسرية المستعصية واقتراح الحلول بشأنها، تقديم المعالجة المناسبة للحالات التي تحال من قبل المحافظة بالتنسيق مع رئيس اللجنة، التنسيق والمتابعة مع الجهات ذات الإختصاص بشأن معالجة القضايا الأسرية بالمنطقة بالتنسيق مع رئيس اللجنة، السعي إلى معالجة المتضرر نفسياً واجتماعياً لإعادة إدماجه في المجتمع. مشاريعنا القادمة: - الاستعداد لملتقى الأمير محمد بن فهد الأسري الأول. - متابعة المراكز الأسرية في كل محافظة، حيث تم بحمد الله افتتاح أحد عشر مركزاً أسرياً في كل محافظة . * الدكتور غازي الشمري.. اسم سطع على خارطة التوعية الأسرية.. ما الدافع الذي حدا بك إلى ولوج معترك هذا المجال؟ وكيف نبتت اهتماماتك الأسرية؟ وكيف كانت بداياتك في هذا الميدان الواسع؟ طبعا.. أنا لما أتكلم عن الأسرة، أتكلم عن أمي وأبي وأختي وزوجتي، والحقيقة أنا وجدت اهتماماتي في هذا المجال، عندما وجدت وللأسف عندنا في المملكة العربية السعودية ونحن محسوبون على تلك المدرسة وهي جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أغلب الاهتمامات الموجودة.. في المساجد وفي الطرح الموجود، هي شرح كتب العقيدة، التفسير، الحديث، التوحيد، الفقه، لكن لم أجد اهتمامات في جانب الأسرة, ولا شك أنه بصلاح الأسرة يصلح المجتمع وبفساده يفسد المجتمع، وفي الحقيقة لم أجد هذه الاهتمامات إلا في الدول المجاورة، ومنها بدأت أقرأ وبدأت أبحث، وبدأت ألتحق ببعض الدورات الاجتماعية والأسرية، ثم والحمد لله وجدت نفسي أنمو يوماً بعد يوم، وبفضل الله لما وفقت في عملي في إمارة المنطقة الشرقية كرئيس التكافل الأسري، والمستشار الأسري للإمارة، وبكل تأكيد كل هذه الدوافع أدت إلى زيادة حرصي واهتمامي، والحمد لله ساهمت في إنشاء أكثر من ثلاثة عشر مركزاً أسرياً في المنطقة الشرقية.. وهذا جعلني أهتم أكثر فأكثر. * متى بدأت علاقتك بالإعلام؟ وكيف تصف شكل علاقتك بالإعلام المرئي والمقروء والمسموع؟ وبنظرك ما المساحة التي يحتلها الإعلام في منظومة إشاعة الوعي التربوي والأسري؟ أولاً: أسأل الله أن يجعل ما نعلمه خالصاً لوجهه الكريم، ثم يا أخي الكريم لابد أن تعلم جيداً أننا في ميدان، وأن هذه الدنيا عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، وأنا أعتقد البروز السريع كان توفيقاً من الله، وأنا أكره الإنسان الذي يذهب إلى الإعلام ويقول افعلوا لي، أعرضوني... إلخ. ثم لبروزي الإعلامي السريع، لابد أن يعرف كل الناس أنّ غازي الشمري لا يذهب ويعرض نفسه على القنوات لأن هذه الطريقة ساذجة في نظري ولا أحبها لكن إذا دعيتم فأجيبوا، وحقيقة أنا عندما كنت أدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والكل يعرف أن الجامعة يدرس فيها طلاب من أغلب جنسيات العالم، وبعد التخرج كان لي زميل يدرس معنا من مملكة البحرين، وإتصل علي بعد التخرج بسنة أو سنتين، يعاتب على عدم الزيارة والوصل، وطلب مني زيارته للبحرين ثم إلقاء محاضرة إيمانية، فوافقته، وسبحان الله صفة أهل البحرين التواضع فإذا برئيس التلفزيون هناك وكذلك بعض المسؤولين بالدولة فضلاً أن أغلب المحاضرات لابد أن تسجل تلفزيونياً، وبعد المحاضرة وأثناء العشاء طلب مني رئيس التلفزيون برنامجاً أسبوعياً لعدة حلقات إيمانية مختلفة في تلفزيون البحرين، والحقيقة تفاجأت بالطلب، وخفت في أول الأمر، ولكن قلت له، سأستخير وأستشير ثم أخذت رقم جواله وفعلاً أشار علي بعض الفضلاء والمشايخ والدعاة، بالخروج ولا سيما أنهم قالوا مهما تقل فإنك لن تتكلم بفتاوى ومسائل سجن بسببها شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره، وفعلاً بدأت الانطلاقة من البحرين فسجلت لهم أكثر من أربعين حلقة بفضل الله، ثم بعد ذلك بكل تأكيد سوف أكون معروفاً إعلامياً ولا سيما أنني أنقل على تلفزيون الدولة الرسمي، وبعد ذلك صرت أتلقى الدعوات من هنا وهناك، وبفضل الله خلال خمس سنوات لم أتكلم بكلمة عاتبني عليها العلماء، وخالفت رأي علمائنا، ولا تنسى يا أخي، أن أغلب طرحي أسري واجتماعي وهذا ما ينقص الساحة، فضلاً عن قلة طرح الدعاة له، فهذا كان سبباً آخر.. أسأل الله التوفيق والسداد. وبوجهة نظري أرى بحمد الله أن تجربتي مع الإعلام لقيت إقبالاً، وأكبر دليل وجود صفحة أسبوعية في جريدة اليوم فضلاً عن برنامجين مباشرين وغيرها من المشاركات في الإذاعة، وأنا أقول آن الأوان لظهور الدعاة، وطلبة العلم المؤثرين في القنوات الفضائية بأسلوب جميل وعالمي، لأن العالم الآن أصبح قرية واحدة، فأنت عندما تخاطب الناس لا بد أن تخاطبهم بلغة الحب، والشفقة، لا بلغة الأوامر والنواهي، وأركز على النظرة التفاؤلية أثناء الطرح، ولا مانع أن يجدد الداعية طرحه بأساليب عصرية كأن يلقي وهو على سفينة وهو في حديقة وهو على جبل إلى أخره...، وفي النهاية صدقني يا أخي أن الناس عموماً فيهم بذرة الخير وكما قيل (لا يصح إلا الصحيح). وأعتقد أنه ينبغي منا أن لا نغفل ولا نتجاهل سلاح الإعلام أو أي وسيلة نستطيع أن نصل بها إلى قلوب الناس، حتى الشريط والكتيب والمطوية لا يزال لها التأثير المعروف؛ لأن الإنسان ربما يكون في السيارة محتاجاً إلى الشريط وربما يكون في سفر وعلى طائرة فيحتاج أن يقرأ، ولكن لاشك أن الفضائيات والشبكة العنكبوتية، الآن بوجهة نظري تأثيرها أقوى بشكل ملاحظ، ولذلك تجد الناس يتأثرون بما يعرض في القنوات الفضائية بالذات، ولذلك أرى ظاهرة تعدد القنوات الإسلامية، وكذلك ظهور الدعاة والمشايخ بالقنوات الأخرى ظاهرة صحية وطيبة، بل أتمنى أن تزداد وتزدان، وكما قال الأول: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهب العرف بين الله والناس وبالنسبة لمشاركتي في القنوات غير المحافظة، أنا لا أجد مانعاً بالمشاركة في أي قناة كانت، ما دام أن القصد هو الدعوة إلى الله ونفع الآخرين بشرطين اثنين: ألا يملوا عليك ما تقول، بل لك الاختيار فيما تطرح. عدم وجود أي عنصر معي في المقابلة. وبفضل الله وجدت أنا شخصياً ثمرة مشاركتي بمثل هذه القنوات، لأنه يا أخي الكريم ليس كل الناس يرون القنوات الدينية، ولذلك نريد أن نعرّف الناس في ديارهم، وبفضل الله رأينا الثمرات ولو قال أحد ربما أنت تدعو أهل الخير لرؤية مثل هذه القنوات ومتابعة المشايخ فيها، فأقول أنا أحسن الظن بالإخوة، بأن يترفعوا عن مشاهدة مثل هذه القنوات غير الدينية، ولذلك نسأل الله أن يبارك بالجهود، ونحن عندما نظهر بمثل هذه القنوات غير الدينية، نقصد ونعني فئة معينة وصدقني تأتي إتصالات بعد كل حلقة من المغرب، وليبيا وحتى أوروبا يسألون ويشكرون على ما تم تقديمه وطرحه، بالله عليك أي فرحة بعد ذلك، نسأل الله الإخلاص والقبول. * المشاهد لواقع بعض الأسر يلحظ في أروقتها خلطاً في الأدوار الأسرية من خلال إحلال العاملة المنزلية محل الأم وقيام السائق بدور الأب.. في رأيك ما أسباب ذلك الخلط التربوي؟ وكيف يمكن إنقاذ المجتمع من سيول الاتكالية التي جرفت بكثير من الآباء والأمهات إلى طوفان الاعتمادية المطلقة على العمالة الوافدة؟ وما هي أبرز نتائج تلك الظاهرة السلبية؟ - الحقيقة عندما نقف وقفة تدبر مع أهم القنوات المسؤولة في التربية في المجتمع نرى أن البيت هو القاعدة الأساسية للتربية، فالأسرة هي النواة الأولى في القيام بالعملية التربوية ويبدو ذلك من اختيار الزوجة الصالحة ذات المنبت الحسن والمعدن النفيس، حين تعد الزوجة لتكون مربية فضلى، ومدرسة أولى، ويتدرج ذلك حين يفتح الطفل عينيه في أحضان أبويه، ليجد العناية المعنوية، والتربية الإيمانية قبل العناية المادية، انطلاقاً من الواجب الإسلامي في ذلك، كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم نارا)، يقول أهل التفسير أي علموهم وربوهم وأدبوهم مما يكون وقاية لهم من عذاب الله، ثم هنا سؤال مهم أطرحه وأخصصه على أخواتي النساء، فأقول من يعلم الطفل أولى كلماته ومن يقوم بحمله وتغسيله وإعداد طعامه من ومن ومن... أسئلة كثيرة تبحث عن جواب، ولا شك أن الإجابة ستكون منكن بصوت واحد إنها الأم. ولكن في هذا الزمان الذي عظمت غربته واشتدت كربته وساءت أحواله أصبحت الإجابة غير ذلك ، فأقولها وبحرارة وبأسف شديد إنها الأم ولكن ليست الأم الحقيقية ولكنها البديلة، إنها الخادمة، وما أدراك ما الخادمة. أحببت أن أذكر بعض الضوابط والقصص المناسبة حول هذا الموضوع، وكذا بعض الحقوق المهمة التي قد نتناساها، وفي غفلة الأم وانشغالها عن طفلها أصبح الطفل إلى الخادمة، وقد يبكي لفراقها، وليس الغريب أن يكون عند أكثر البيوت خادمة، بل لأن أقول لكم لماذا عندكم خادمة ولا تحضروا الخادمة، لأن الخادمة الآن موجودة وكأنها قد فرضت علينا، وهذا واقع لابد أن نقر به شئنا أم أبينا، وقد ابتلينا به والله المستعان، بل لا يكاد يخلو بيت من تلك الخادمة، وقد يستغرب من بيت لا توجد به خادمة، وهذا سبب لعدة عوامل فمن ذلك الطفرة الاقتصادية التي نعيشها منذ عقدين من الزمن، ودخول المجتمع في عصر الترف واتساع وتعدد مجالات عمل رب الأسرة، وخروج المرأة وغيابها عن المنزل لعمل أو نحوه وتقصير بعض الزوجات في واجباتهن المنزلية، وإتجاه كثير من الأزواج لراحة الزوجة، وغيرها من العوامل، ولأجل ذلك لن أناقش هذا الأمر. لماذا لا تكون لنا ضوابط نسير عليها في اختيارنا للخادمة (لأنها سوف تكون أحد أفراد المنزل تعيش معهم وتأكل معهم وتطلع على أسرارهم وتعلم خفايا غرفهم، وتسمع وترى فرحهم وترحهم ومن السفه ترك المواصفات كالدين والخلق وتجاوزها إلى الحرص على أن تكون ماهرة في الطبخ وجميلة أو نحو ذلك)، ومن ذلك تجد بعض الناس قد يتساهل في اختيار الكافرة عند الاستقدام ويفضلها على المسلمة، وهذا أمر خطير ومنكر كبير لأن ذلك يقضي إلى موالاة الكفار بالنفقة عليهم والإطمئنان لهم، وأن أعظم الخطر يكون على الأطفال لأنهم يجهلون أمور الدين فيسهل التأثير عليهم فيتعلمون طقوس بعض الديانات الباطلة، فبعض الفتيات شوهدت وقد علقت في رقبتها الصليب، وعندما سئلت عن ذلك أجابت بأنها هدية من الخادمة التي عندهم، وقد شوهد في بعض بيوت المسلمين بعض أطفال يؤشرون بعلامة التثليث على الرأس وجانبي الصدر كما يفعل النصارى وذلك اقتداء بذلك السائق أو الخادمة، ومن الضوابط التي يجب توفرها في الخادمة شرطان أساسيان ورد في قوله تعالى (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، فالقوي إشارة أحكام في العمل والمهارة فيه، والأمانة إشارة إخلاص العامل في عمله برعاية حدود الله تعالى ورعاية حق المخدوم. ثم من الأمور والضوابط المهمة التي قد يتساهل بها الناس عند جلب الخادمة أنهم وللأسف يتساهلون ويحرصون على جلب الخادمات صغيرات وبسبب ذلك شاعت جريمة الزنا- والعياذ بالله- تأتي من بلادها سافرة متبرجة وربما كانت شابة جميلة لا رقيب عليها فوقعت الفتنة وحلت البلية, وأحيانا تحاول إغراء صاحب المنزل أو أحد أبنائه. يقول أحدهم كانت الخادمة عندنا تقوم بحركات غير أخلاقية, من أجل فعل الفاحشة معها, وقد قمت بإبلاغ أبي بذلك وقام بتسفيرها فوراً. وسعت إحدى الخادمات وراء شاب من الشباب حتى وقعت بها فحملت منه فأخذت عندئذ تهدد الأسرة بأن تفضحهم بما جرى إن لم يدفعوا لها المال الذي تريده. وأحد الشباب قال لي شخصياً إنه حضر ذات مرة إلى منزله متأخراً وكان جميع أسرته نائمين وكانت الأبواب مغلقة وكان مفتاح المجلس عنده, يقول فأردت الدخول وفتح المجلس فوجدت الباب مقفلاً، حاولت فتحه بقوة ودخلت فإذا بالخادمة ومعها رجل آخر من جنسيتها. وثمة نقطة مهمة وهي أنه ينبغي ألا يتناس الزوجان أن الخادمة والسائق غريبان عن البيت وأهله، وأن طالت مدة مكثهما، ونحن لا نستطيع أن نعرف ما نصيبهما من التدين بديننا وإن صليا وصاما، لأن من الحقائق والشواهد المنتشرة عند الناس، انتشار السحر عند هؤلاء القوم، فقد نشرت إحدى الصحف أن خادمة سحرت ربة المنزل الحامل، بحيث أنها لم تستطع الولادة إلا بعد مضي شهر من الوقت المتوقع لولادتها، فرقيت المرأة بالقرآن فأخذت الخادمة تصيح بأعلى صوتها وأصبحت تهدد الأسرة بحرقهم وقتلهم، ولكن الله سبحانه كف شرها عنهم، وولدت المرأة ولادة طبيعية على أحسن حال بفضل الله ثم بفضل القرآن، ومن الأمور التي يغفل عنها كثير من الناس أن لا يعرف ماذا يوجد بداخل خطابات الخادمة سواء إذا أرسلتها أو إذا استقبلتها لأنه من خلال الواقع 'وجد في بعض خطابات الخادمات شعر من الزوج أو الزوجة أو بعض قطع الملابس، فهي تبعث إلى أهلها لعمل السحر والشعوذة والعياذ بالله، وربما تجد بعض الخطابات التي جاءت من أهلها وقد احتوت على أساور بلاستيكية، أو خيوط ملفوفة وأحياناً حجارة صغيرة، وقد وقفت أنا شخصياً على بعض الرسائل ولكم أن تسألوا مكاتب البريد وهم يخبرونك بأدهى من ذلك والله المستعان، أنا لا أدعو إلى التجسس، ولكن ربما الأمر يوصلنا إلى ذلك . ويحسن التنبيه هنا إلى أن بعض الوالدين كثيراً ما يغفلون عن تربية الأولاد، ذكوراً أو إناثاً، حتى إنه ليصل الأمر ببعضهم أن يكبر ولا يحسن أن يرتدي ثوبه أو يلبس حذاءه إلا بمساعدة الآخرين لأنه نشأ على مساعدة الخادمة له، والأمر أدهى بالنسبة للفتاة التي قد يأتيها خطيبها وتزف إلى بيت زوجها، فيتفاجأ الزوج المسكين أنها لا تحسن شيئا من أمر البيت، لأنه في زمن ماض اشترت الأم راحتها بحجة أن البنت تذاكر، وما زالت صغيرة وأيضا أصبح من المسلمات عند بعض الفتيات أن ستجلب لها وبعد حين، فهنا تقع المشاكل ويقع الطلاق والعياذ بالله. وأخيراً لابد أن نراجع حساباتنا قليلا ونعرف أن الله سيسألنا عن هذه الأمانة. * يقول الخبراء: الإستشارة أن تضيف عقلًا إلى عقلك.. من وجهة نظرك ما مدى تأثير الإستشارات الأسرية في حل وعلاج المشكلات الزوجية والأسرية بوجه عام؟ وما هو دور مراكز الإستشارات الأسرية التي تقدمها لجان التنمية المحلية ومراكز التنمية الأسرية في الحد من تصاعد المشكلات الأسرية وتفاقمها؟ وهل تذكر لنا مواقف مرت بك كان للإستشارة فيها دور فاعل في احتواء الخلافات الأسرية والحيلولة دون وقوع الطلاق؟ - نعم بالفعل بكل تأكيد تضيف عقلاً إلى عقلي، لأني في الحقيقة أسمع مشاكل كل المجتمع، وأصبحت مستودعاً للأسرار وبئراً كبيرة للناس، والحقيقة أجد مشاكل للناس متشابهة نوعا ما، أو كل مدينة أو أي جهة من جهات المملكة أو الخليج ، وأغلب المشاكل التي تردني ذات طابع معين، ولكن والحمد لله تجد أن الحلول ربما يكون استماعا أو ربما تقول التكيف أو هو الصبر أو إعطاء فرصة للطرف الآخر، والحمد لله وجدنا نتاج ذلك، وأنا أذكر مرة من المرات، قد تكون وردة تهديها للطرف الآخر تنهي صراعاً دام أشهر وربما عشاء تصنعه المرأة لزوجها ينهي مشاكل كثيرة ، أو حتى عزيمة يعزمها الرجل لزوجته تنهي هذه المشاكل . وأما دور مراكز الإستشارات الأسرية، فأقول إن هذه المراكز واللجان لا تزال حديثة وجديدة على الساحة وهي تحتاج إلى وقت ومتسع أكثر حتى تقوم بدورها المناط بها، ولكن أنا متأمل تأملًا كبيراً، والحقيقة متفائل بأنها ستقوم بدورها الفعال ، ولا سيما أن تلك اللجان من أهم نفسها للحي بالنسبة للجان التنمية، وأما مراكز التنمية الأسرية ، فلا شك أن يقوم عليها مجموعة وثلة من الإستشاريين، والخبراء والمهتمين بشؤون الأسرة، والحمد لله لا شك أن هؤلاء يحرصون شديد الحرص على هذا المجتمع، وأجد بفضل الله عز وجل أنهم قد أدوا رسالتهم، يعني أنهم في بداية الأمر سيبدعون في ذلك . * مفهوم القوامة ذلك المفهوم الأسري الرائع الذي شرعه الإسلام بصورة عالية الدقة هل يطبق بحذافيره في وقتنا الراهن؟ هناك صور متعددة لإساءة مفهوم القوامة في مجتمعاتنا.. ما أبرز تلك الصور؟ وكيف يمكن إشاعة وعي صحي ودقيق لمفهوم القوامة ذلك المفهوم الذي يرى فيه بعض الرجال مرادفاً لمعاني الطغيان والاستبداد والغلظة في المعاملة؟ وكيف ترى مفهوم القوامة الصحيح؟ - أما مفهوم القوامة، فنحن دائماً نقول إن القوامة ليست تشريفاً بقدر ما هي تكليف، والقوامة في حق الرجل ، أنه يحسن إلى المرأة، يكرمها، يقف معها وبحقه، وأيضا بحق المرأة أن تعرف أن الكلمة هي كلمة الرجل وأن المرأة لا تخرج إلا بإذن زوجها وأنها تطيعه بغير معصية الله عز وجل إلى غير ذلك ... لكن وللأسف الشديد في بعض الأزواج يفهم أن معنى القوامة أنها كلمة هي لي وأنني لا أعرف إلا لغة الأوامر والنواهي، والمرأة لا تكون إلا في بيتها لا تخرج أبدا أبدا، ولا شك أن هذا خطأ، وإنما القوامة هي نوع من التعاون بين الأطراف. * المشاهد لكثير من مظاهر الحياة اليومية في مجتمعاتنا يلحظ ذلك التناقض الصارخ بين مظهر الشاب الذي يشي بالانحياز إلى الموضات الهابطة وبين هويته الإسلامية التي تملي عليه مظهراً وسمتاً يميزه عن الآخرين.. في رأيك كيف يمكن إعادة الشباب إلى ساحات الشعور والاعتزاز بالهوية الإسلامية والثقافية وتعزيز مشاعر الانتماء إلى هذا الدين؟ - لا شك أن من الأمور المحزنة هي تلك المشاهدات التي أراها في مجتمعاتنا الخليجية، نحن نعم تطورنا نعم ازدهرنا، لكن، للأسف الشديد نجد أن بعض الأسر لا تأخذ هذا التطور بوجهه الصحيح، والتقليد الأعمى هو سيد الموقف في كثير من الأمور، ونحتاج إلى جلوس الأسر مع بعضها، وأنا أحب جلسة الوالد مع أسرته على مائدة واحدة، كم من أسر أعرفهم عندهم قصور في سويسرا وفي فرنسا، ولكن لا والله ما يجدون السعادة ولا يستطيعون حتى الجلوس مع بعضهم على مائدة واحدة، وأنا أعتبر هذه الجلسة من أحب الأشياء على قلبي لأن فيها البساطة والشفافية والأنس فيما بيننا. * الحوار ذلك المبدأ التربوي الرائع هل نجده حاضراً في المشهد الأسري أم أن غيابه على تلك الصورة الممقوتة قد ولد في مجتمعاتنا الكثير من الظواهر التربوية الخاطئة؟ وما الذي يترتب إذاً على تلاشي لغة الحوار في أروقة حياتنا الأسرية؟ - لكوني أنصح الأزواج والأبناء أو كذا فإن نصيحتي لهم في بداية الأمر بأن ينصت أحدهم للآخر وأن يحاور أحدهم الآخر، فالحوار مطلب مهم وهو بإذن الله عز وجل لاشك أنه يريح جميع الأطراف ويجعلهم في أمن وأمان لأني أعرف كثيراً من الانحرافات والعياذ بالله التي حدثت في أحد البيوت بسبب فقدان الحوار بين الأطراف، ولاشك أن الحوار مطلوب، لأن الله عز وجل أجاز لنبيه أن يحاور أهل الكتاب فكيف بالزوج والزوجة ونحو ذلك . * ما رأيك في مراكز التوفيق بين راغبي الزواج من الجنسين في مجتمعاتنا؟ ولماذا ظل هذا الدور خافتاً منطفئ الوهج مما يعني بقاء كثير من الأيامى من أرامل ومطلقات وعازبات في دائرة الانكفاء والوهن؟ ما هي مقترحاتكم في هذا الشأن؟ - بالعكس أنا أؤيد تلك المراكز وتلك الجمعيات التي تهتم بالتزويج ولا سيما أن في بعض الأسر لا تستطيع أن تذهب أو تخرج أو ربما لا أحد يعرفهم فهذه والحمد لله الجمعيات والمراكز تقوم بسرية تامة وأيضا والحمد لله هم يوفقون بهدوء وأيضا هم يتجنبون ما يحرج الطرف الآخر لكن أنا متفائل إن شاء الله عز وجل في تلك الجمعيات.. وكما قلت أولا أنا أؤيدها. * رسالة أثرت فيك ولا يزال صداها حاضراً في مخيلتك؟ - هي عندما أرسلت لي امرأة وفي رمضان قبل الإفطار وأنها دعت على والدها الذي توفي قبل فترة، قالت أسأل الله أن يحرمه الجنة كما حرمني الزواج.. ولا شك هذه من الرسائل التي أثرت فيني. * من خلال خبرتكم في معالجة المشكلات الأسرية.. ما هي أبرز أسباب المشكلات الزوجية والتربوية؟ وما المفاتيح المثلى لتفادي المشكلات الأسرية؟ وما هي مفاتيح السعادة الأسرية؟ - أولاً.. لابد أن نعرف أنه لو خلى بيت من المشاكل لخلى منه بيت محمد صلوات ربي وسلامه عليه، والمشكلات لابد أن تكون ولا بد أن تقع لكن لابد منا أن نحلها بهدوء وبروية، ولكي يكون الخلاف بين الزوجين مفيدا وجادا ينبغي ألا يصبح مجرد فرصة للتفريج عن النفس وإفراز نواتج الضغط والتوتر لدى كل طرف على حساب الآخر، أو أن يصبح التنازع هدفاً لتحطيم معنويات الآخر وإهانته، أو وسيلة لإظهار سلطة أحدهما على الآخر، فمثل هذه الخلافات تؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها. أما الخلافات الجادة والنافعة فهي التي تتيح للطرفين فرصة للإتصال الفعال، والحوار الجاد، وتشكل مجالا لإظهار الانفعالات الذاتية دون إلقاء اللوم على الآخر، ودون محاولة إلصاق أسبابها به. * هل من مواقف طريفة مررتم بها من خلال عملكم في ميدان الإستشارات الأسرية؟ - من المواقف الطريفة من بعض الأخوات إذا لم يتم الرد عليها تتصل على البيت وتكلم أمي وتتوسط بها، وأمي امرأة كبيرة في السن ربما لا تفقه في بعض الأمور فيكون فيه نوع من الإحراج، وأيضا حينما أكون في السوق مع الأهل تأتي امرأة وتقول أنا عندي مشكلة ممكن آخذ رقمك أو ممكن أستشيرك، فهذا ولاشك أنه يحرجني وأنا في مكان عام. * ما رأيك بما يحدث الآن في الأسواق من مظاهر وحال الأسر فيها؟ - اعتادت بعض الأسر النزول إلى الأسواق العامة والمجمعات التجارية لقضاء حوائجهم وتكميل مستلزمات الأسرة وأقولها من القلب: نصيحة لكل ولي أمرٍ أضناه التعب طيلة عمره حتى خطّ الشيب في عارضيه ولكل من أرهقه المال في إنفاقه على تربية أسرته والمحافظة على بناته وأولاده حتى بلغوا إلى سن البلوغ وجاوزوه ولا زالوا في مرحلة المراهقة ما لم يرتبطوا بزواج وعفاف أن لا يجعل موسم العيدين يمر بكل سهولة وأن لا يدع المجال لأولاده وبناته ويطلق لهم عنان التسوّق وحدهم بدعوى أن المجمعات خاصة بالنساء ولا يدخلها الشباب! انظر إلى الحدود الدولية فيما بين الدول حيث ينفذ من خلالها المتسللون والمشاغبون على ما فيها من احتياطات أمنية.. فهل بعد ذلك يظن ولي الأمر المسكين أن شبابنا لا يستطيعون وقد غطت ملامح المراهقة على محياهم وسيطرت الشهوة على قلوب بعضهم أن لا يتسللون إلى تلك المجمعات التجارية التي ترك الرعاة من أولياء الأمور فيها أسرهم يتسوقون وحدهم! يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، والأب راعٍ في بيته ومسئول عن رعيته).. إلخ. هل تعلم يا وليّ الأمر أن بعض الباعة غير النظاميين في محلات المستلزمات النسائية يستغلون كروت العطور في المعاكسة بوضع أرقامهم خلف هذه الكروت لغرض وضع مصيدة لابنتك أو زوجتك التي تأخذ هذا الكرت منه وهي لا تدري عن هذا اللغم متى ينفجر!؟ وهل تعلم يا وليّ الأمر أن بعض الباعة النظاميين (وللأسف!) في بعض محلات المستلزمات النسائية يأخذ أرقام جوالات النساء لغرض القيام بالمراسلة أو الإتصال عليهنّ في حال وصول البضاعة الجديدة ووقوع ما لا تحمد عقباه! وهل تعلم يا وليّ الأمر أن بعض الباعة يقومون ببيع أجهزة جوالاتهم التي حفظوا فيها أرقام النساء على أصحاب محلات الجوالات وفيها العشرات والمئات من صور النساء والفتيات ليقوم بعد ذلك شخص آخر بشراء الجهاز والتفنن في ابتزاز صاحبات الأرقام المحفوظة في هذا الجهاز! كم من فتاة انقلبت حياتها بعد مرور موسم العيد إلى جحيم بسبب والدها الذي تركها في السوق وحدها أو مع إخوتها من غير أن يرافقهنّ ويشترين لأنفسهنّ وحدهنّ. إني لا أخون بناتنا اللاتي تربين على العفة والحشمة والحياء.. بل فيهنّ من الخير والفضل والبر ما لا يوجد عند فتيات العالم أجمع ولله الحمد والمنة... ولكن البائعين في بعض المحلات تمادوا في استغلال فتياتنا.. وطالت أيديهم على هؤلاء الضعيفات، وصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذ قال (إنها خلقت من ضلعٍ أعوج) فلا تتركها يا ولي الأمر وأنت تعلم أنها خلقت من هذا الضلع الأعوج لبائعٍ في محلٍ تجاري يستغلها أو يكسر ضلعها فتندم ندماً لا شفاء من قليله ولا من كثيره، وتتحسر حسرة لا انقطاع لها أبداً ! ليس لك يا ولي الأمر إلا هذه الفتاة أو الفتاتان أو الثلاث أو الأربع، فهل يصعب عليك قضاء حوائجهنّ بنفسك، أو مع أخيهنّ العاقل الأكبر؟! وقريباً بإذن الله تعالى نستمع من خلال شريطٍ صوتيٍ نعكف حالياً على إعداده إلى أسرار ما يحدث في أسواقنا من ضجيج ومآسٍ.. لعل متعظاً يستمع فيعتبر. * كلمة نختتم بها هذا الحوار؟ أقول: جزاء وفاقاً يا أيها الأزواج خاصة- والعياذ بالله - من يقع في الحرام ، يعني أنا أذكر امرآة إتصلت تقول: أنا من أسرة محافظة وطيبة ولكن سبحان الله يعني الفراغ العاطفي الذي كنت أعيشه وبعد زوجي عني ، جعلني أذنب وأيضا انشغال زوجي والعياذ بالله بالمعاكسات والحرام ، فأعلم أنه يقع في الحرام ، فوقعت أنا به ، وأتيت مرة للبيت في الساعة الثانية عشر في منتصف الليل وبعد ساعات أتى زوجي وعلى ملابسه آثار نساء.. روج وحمرة وما إلى هذا، فعرفت سبحان الله أنه وقع وأنا وقعت فعرفت أنه كما تدين تدان، فلننتبه من هذه القضية، ولابد أن نعطي العاطفة في وجهها الحقيقي وجهها الصحيح الذي يحبه الله ورسوله.. أشكركم الحقيقة على إتاحة هذا اللقاء وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم على كل خير.. وإن شاء الله نحن في خدمتكم. الشيخ الدكتور غازي الشمري في سطور (السيرة الذاتية): - غازي بن عبد العزيز الشمري. بكالوريوس أصول الدين من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. ماجستير في السنة النبوية عنوان الرسالة (موسى عليه السلام في السنة النبوية). دكتوراه في السنة النبوية وعنوان الرسالة (المشاعر الإنسانية في الحياة الزوجية). ألقى عدة محاضرات تربوية وأسرية داخل المملكة وخارجها كاليمن وقطر والبحرين والكويت وإندونيسيا وغيرها من الدول. مشاركة في عدة مؤتمرات : - قدم عدة برامج فضائية على قناة السعودية وقناة البحرين الفضائية وظهور في قناة الناس وقناة الرسالة وقناة بداية وقناة اقرأ وقناة الشارقة وقناة الخليجية وقناة المجد. المشاركة في إذاعة القرآن الكريم في المملكة العربية السعودية. المشاركة في بعض الصحف المحلية والخليجية. إلقاء بعض المحاضرات التربوية في المدارس والمؤسسات النسائية في المملكة العربية السعودية. إلقاء محاضرات توعية في دور الملاحظة والسجون وفي بعض الدوائر الحكومية ومستشفيات وزارة الصحة وغيرها. عضو المنظمة العالمية لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم. عضو في الجمعية العلمية السعودية للسنة وعلومها. له عدة إصدارات سمعية في التسجيلات الإسلامية مثل: محاضرة أهل الله وخاصته.