ودّعت والدة السجين الشاب محمد بن عبدالله بن عتيق الملاطي وأخواته ابنهم من داخل أسوار سجن أبها اليوم، وقد يكون اللقاء الأخير قبل تنفيذ القصاص فيه صباح يوم الثلاثاء بعد غدٍ، واختلطت دموع الوداع بحرقة القلب والأسى، الذي كان بادياً على أفراد الأسرة في لقائهم المؤثر الذي شهده السجن. وتكمن معاناة الملاطي إضافة للقصاص أنه العائل الوحيد لأسرته بعد وفاة والده؛ فقد كان العائل الوحيد لأمه وأخواته الأربع.
وعلمت "سبق" من مصادرها أن والد القتيل تلقّى مساء البارحة اتصالاً من الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز للتحقيق، كما أن عدداً من العلماء والشيوخ ومشائخ القبائل والمحسنين وآخرين يعتزمون القدوم إلى منزله قبل ساعات من تنفيذ القصاص؛ لبذل الجهود عنده وتحقيق العفو والتنازل عن الشاب الملاطي.
وكتب الحساب الخاص بمتابعة قضية محمد الملاطي في تويتر وهو حساب "السجين اليتيم": "في هذه اللحظات يجتمع السجين اليتيم مع أمه وأخواته- لقاء الوداع- اللقاء الأخير، إلا أن يشاء الله، دعواتكم له ولأمه وأخواته في موقف جلل".
وتعود قضية الملاطي إلى ما قبل عامين؛ إذ نشب خلاف بينه وبين صديقه معيض بن هادي بن دهمة الحبابي- رحمه الله – في تهامة عسير؛ بسبب سوء تفاهم، وتحوّل الخلاف إلى عراك نتج عنه إقدام "الملاطي" على قتل الشاب الآخر في لحظة شيطانية غفل فيها عن العلاقة الوثيقة التي تربط العائلتين، خاصة والديهما منذ زمن بعيد.
وتواصلت الجهود من قبل الأعيان والوجهاء والمحسنين ومشايخ القبائل؛ من أجل الحصول على عفو من والد القتيل الشيخ هادي بن دهمة الحبابي، حيث تجمّع أكثر من ألف شخص من الأعيان والأهالي عند منزل والد القتيل لطلب العفو عن الملاطي، إلا أن هذه الجهود حتى الآن لم تكلل بالنجاح، وسط رفض والد القتيل وإصراره على الحكم الشرعي.
وكانت "سبق" نشرت رسالة مؤثرة لوالدة الملاطي وجهتها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز؛ للتدخل بالشفاعة لدى أصحاب الدم، وروت الأم معاناتها إذ "لا يكاد يغمض لها جفن، ولا تستطيب طعاماً منذ علمها بقُرْب تنفيذ القصاص في ابنها، وليس بيدها حيلة".
وتوجهت أسرة الملاطي بالمناشدة لوالد القتيل الشيخ هادي بن دهمة وللشيخ سعيد بن دهمة ولوالدة القتيل ولإخوانه عقاب وسعيد، والبقية من الإخوان للعفو عن ابنهم لوجه الله، وأن ينظروا بعين الرحمة على ابنهم مكررين أسفهم واعتذارهم الشديد للحادث الذي كان نتيجة زلة الشيطان، معبرين عن أملهم الكبير فيهم بأن يعتقوا ابنهم محمد، ويتنازلوا عنه مذكرين لهم بقول الله تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.
وناشدت أسرة الملاطي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز وللنائب الثاني الأمير مقرن بن عبدالعزيز والأمراء والوجهاء وأهل الخير والمحسنين، بالتدخل السريع والعاجل لرفع سيف القصاص عن ابنهم، بتحقيق الوساطة عند والد القتيل للمطالبة بالعفو، وناشدوا بتأجيل التنفيذ، حتى يتسنّى الوقت الكافي لأهل الخير؛ لبذل جهودهم والسعي وراء العفو والتنازل.