سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفتى عام المملكة: البلد الأمين في أيدٍ أمينه قوية لا تسمح لا لمفسد او مغرض أن يدنسه بعض المحسوبين على الاسلام يحاولون ايقاظ الفتنة والحرب والتقاتل بين الاشقاء
أكد مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من أعظم التحديات التي يواجهها المسلمون ما يقوم به بعض المحسوبين على الاسلام بايقاظ الفتنة والحرب والتقاتل بين الاشقاء وتغذيه السفهاء الذين غررو بهم وخدعوهم تحت قضايا مزعومه ارادو بها ضرب الأمة في صميمها وتشتيت شملها وتفريق كلمتها واستعداء الاعداء عليها . وقال في خطبة عرفة أن "من عظيم جهل أولئك وضلالهم عزمهم على تسييس الحج والاضرار بأمنه وإحداث الفوضى والشغب، ولكن يأبى الله عليهم ذلك والمؤمنون، فالبلد الأمين في أيدٍ أمينه قوية لا تسمح لا لمفسد او مغرض أن يدنس هذا البلد الأمين أو يخل بأمنه أو ان يقلل من شأنه، وتضل بالمرصاد لكل عدو عابث، والحمد لله رب العالمين على فضله وكرمه". وكان حجاج بيت الله الحرام أدو اليوم في مسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداءا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، واستمعوا لخطبة عرفة. فيما امتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن. وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، فيما أم المصلين مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ بعد أن ألقى خطبة عرفة - قبل الصلاة - استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر. ودعا سماحته في الخطبة الناس إلى تقوى الله في السر والعلن وتوحيده وإقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم و اتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم فى جميع أعمالهم وأقوالهم . وخاطب سماحته معشر المسلمين قائلا "يامن فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم يا من جعلكم الله شهداء على الناس، حجاج بيت الله الحرام يا من استجبتم لنداء الله وقدمتم من كل فج عميق إلى هذا البيت العتيق يا معشر المسلمين يا من ينتظرون العيد السعيد أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين(ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم . . تقوى الله خير واق عن المعاصي ورادع عن الآثام، تقوى الله خير واعض للعبد في حله وترحاله وسؤدده وغيبته . . فاتق الله في ليلك ونهارك وسرك وجهارك اتق الله في كل أحوالك اتق الله في تعاملك مع ربك . . ليكن التقوى سياجا منيعا يحول بينك وبين معاصي الله كلما عضمت التقوى في القلب كثرت الطاعات وقلت المعاصي .وبين أنه بالتقوى يكون المرء عضوا صالحا في الأمة ولبنة صالحة في بناء المجتمع وتحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم وتبتعد عن ظلم العباد وتعطي الحقوق لأهلها التزاما بقوله صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت) . وقال فضيلته إن "الله خلق الثقلين الجن والإنس لعبادته ولأجل هذه الغاية خلق الله أدم فكان آدم خليفة في الأرض وأول نبي لبنيه فعاشوا قرونا على التوحيد يدينون بعبادة الله وحده لا شريك له ثم تمكن الشيطان بين بني آدم فانتشر الشرك في الأرض وعبد غير الله وانحرف الناس عن دينهم فأرسل الله الرسل عبر القرون متعاقبين متواترين مبشرين ومنذرين أنزل عليهم الكتب وأيدهم بالمعجزات ليهدوا الناس إلى الطريق المستقيم لينقذوا الناس من وساوس الشيطان وضلالاته" .ولفت النظر إلى ما واجهه الرسل من قومهم من صنوف الأذى والاتهامات والتكذيب والسخرية والدسائس والمؤامرات، مشيرا إلى أنه مع هذه المعارضات فإن الله ناصر رسله ومؤيدهم وأذاق المكذبين العذاب الأليم .وبين كيف أن مبعث رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم جاء تتويجا لدعوة الرسل الكرام أن جعله خاتم الأنبياء وأفضلهم مستعرضا حال الناس عند مبعثه عليه السلام إذ بعثه الله للناس في أمس الحاجة إليه وهم في تقاتل وتناحر واختلاف . . لا رابط بينهم . . فلا عقيدة تحميهم ولا شريعة تهديهم يعيشون في الضلال والهوان وقد تنوعت ضلالاتهم . . فأهل الكتاب حرفوا كتبهم ونسبوا الصاحبة والولد ونسوا تعاليم أنبياءهم والعرب الجاهليون انحرفوا عن ملة الخليل عليه السلام وعبدوا الأوثان واستباحوا الفواحش والوثنية ضاربة في أطنابها في انحاء المعمورة . وأضاف المفتي " وسط هذا بعث الله سيد الأولين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام ليخرج الناس من الظلمات إلى النور, فهو دعوة إبراهيم وبشرى عيسى, وقد واجه صلى الله عليه وسلم من التحديات ما واجه الأنبياء ذلك أن أهل الكفر والباطل يتواصون بإيذاء الرسل. وبين أنه رغم كل العقبات والصعوبات التي واجهت دعوة الإسلام إلا أن الله جل وعلا نصر الإسلام وأعلى ته ودخل الناس في دين الله أفواجا، ولم ينتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى إلا وقد أكمل الله به الدين وأتم به النعمه وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده الا هالك. وأشار إلى أن المسلمين واجهوا بعد موته صلى الله عليه وسلم تحديا كبيرا بارتداد كثير من العرب عن الإسلام إلا أن الله عز وجل قيض للأمة من امتلأ قلبه بالإيمان والإسلام فقاتل المرتدين حتى عادوا للإسلام الحق . وبين أن الدعوة إلى الله استمرت بعد ذلك في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله افواجا وعن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى واستوعب الناس هذا الدين على مختلف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم . واستدرك آل الشيخ قائلا " ولكن الأمه تواجه في مختلف مراحل تاريخها أعداء ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض أصحاب الضلال ، ولكن دين الله الحق رغم كل ما يواجه ينتصر بفضل الله على الضلال ويعود بقوة وينتشر في الارض لانه دين الله الحق والفطره التي فطر الله الناس عليها". وأِشار المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء إلى أن أعداء الامة اليوم هم اعدائها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال . وقال " إن الامة الإسلامية مازالت تعاني في عصورها المتأخره من بعض التحديات العظيمة والخطيرة ومنها الإنحراف العقدي وهم الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بمبادئ كفرية و مناهج منحرفة مما أثر على العقيدة الصحيحة ولذلك فالاهتمام بالعقيدة الصحيحية من أجل المهمات وأعظم والواجبات " . وبين أن من التحديات التي تواجه أمة الإسلام أيضا انتشار السحرة والمشعوذين الذين لا خير فيهم الذين يزعمون علاج الامراض والإخبار بالمغيبات إلى غير ذلك من ضلالاتهم وهم ليسوا أصحاب علم شرعي أوأطباء مختصين أصحاب أبحاث علميه . . ولكن الدجل طريقهم وغايتهم محذرا منهم وداعيا لمحاربتهم بكل الطرق وشتى الوسائل . كما بين سماحته أن من التحديات العظيمة التي تواجه المسلمون في العالم اليوم انتشار المعاصي في العالم الاسلامي وكثيرة الجهل بالأمور الشرعية مما أدى إلى التباس الأمور بين كثير من الناس بين الحلال والحرام ، مبينا أن صمام الأمان هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة . ونبه الشيخ عبدالله آل الشيخ مما تواجهه الأمة من عصابات إجرامية دولية لاضمير لها، هدفها محاربة الشعوب والأمم واستنزاف طاقة الشباب مستشهدا بعدد الجرائم المرتكبة والأعراض المنتهكة وألاموال المسلوبة والبيوت المدمرة التي تسببوا فيها . . داعيا جميع المسلمين والعالم إلى تضافر الجهود والعمل على استئصال هذا الداء العضال .وقال "الارهاب " من أخطر التحديات التي تواجه الأمة حيث حيث عانا منه المسلمون والعالم كله فهو يستهدف المنشآت والنفوس البريئة بغير حق . .إنها مشكلة عالمية إذ يوجد في العالم صورا مختلف منه ، يستغله بعض الناس ويفسره على هواه ، فإن رأى تحقيق مصالحهم أمدوه بطريقة مباشرة وإن رأوا فيه عكس ذلك حاربوه..إن العالم يشكوا من العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب , إن هذه العمليات الإنتحارية في بلاد المسلمين بلاء يستهدف الرجال والنساء والأطفال ، يدمر المنشآت ويفرق المجتمع فأحذروا عباد الله أن تكونوا سببا لهدم بلادكم بإيديكم وأن تكونوا سلاحا في أيدي أعدائكم .. أحقنوا دمائكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم ، وأحرصوا على الوحدة والتماسك". وأبرز سماحته ضمن التحديات التي تواجهها الأمة ، تحريف معاني ونصوص الكتاب والسنة من أعداء الأمة الذين لجأوا إلى ذلك بعد عجزهم عن تحريف الفاظه ، وقال "لقد سعوا إلى تحريف معانيها تحت إسم قراءة جديدة اغتراراً وانخداعاً بالحضارة الغربية ليلفقوا بينها وبين الاسلام وذلك عن هوى وجهل بقواعد الشرع بعيدا عن مضامينه الصحيحة وفهم السلف الصالح لها، مؤكداً بقاء الأمة الاسلامية مادام الكتاب والرسالة بإذن الله تعالى . وقال إن الأمة تمرض ولكنها لا تموت، هي خالدة بخلود كتابها ورسالتها باقية ما بقيت السماء دائمة ما دام الكتاب يتلى، إن كثيرا من النظم قد سقطت وبعض المناهج البشرية قد أفلست والعالم يتطلع إلى منقذ ولا منقذ إلا الاسلام . . إن هذا الدين أمانة في أعناق الأمة كلفهم الله إياها بعد أن عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال وهي الفاصلة بين الإيمان والكفر فمن أخذها كان ممن تاب الله عليه ومن ضيعها من الكفار والمنافقين استحق العذاب الأليم . وأكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والافتاء عظم الأمانة الملقاة على رجال الأمة مبينا أن للأمانة ميادين فاسحة ومجالات واسعة تتعلق بحق الله وحق العباد وتتعلق بالمصالح العليا للأمة. وقال إن أعظم أمانة كلمة "لا إلة إلا الله" أصل الاسلام وأساسه بأن تعرف معناها وأن توحد الله بربوبيته وألوهيته وأسماءه وصفاته ، وتخلص لله رجاءك وخوفك وذبحك ونذرك وأن تؤمن بسنة نبيك صلى الله عليه وسلم وتصدقها وتطيعه فيما أمر وتجتنب ما نهاك عنه , وأن تؤدي أركان الاسلام من الصلاة والزكاة والحج كاملة الأركان والواجبات وبقية أوامر الشرع في الأحوال المدنية والجنايات والحدود كلها ، أمانة يجب أن تستجيب لها ولا تخل بشئ منها وتعلم أن هذه الأوامر لمصلحة العباد.