دعا سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ الناسَ إلى تقوى الله في السرّ والعلن وتوحيده وإقامة أركانه والتمسك بنهج الله القويم واتباع سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالهم وأقوالهم. وخاطب آل الشيخ في خطبة وقفة عرفات ظهر اليوم في مسجد نمرة، معشر المسلمين قائلاً: "يا من فتح الله قلوبكم لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، حجاج بيت الله الحرام يا من استجبتم لنداء الله وقدمتم من كل فجّ عميق إلى هذا البيت العتيق يا معشر المسلمين يا من ينتظرون العيد السعيد أوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي وصية الله من فوق سبع سماوات للأولين والآخرين، وهي وصية محمد صلى الله عليه وسلم.. تقوى الله خير واقٍ عن المعاصي ورادع عن الآثام". وأكّد سماحته أنه بالتقوى يكون المرء عضوًا صالحًا في الأمة ولبنة صالحة في بناء المجتمع ويحترم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم ويبتعد عن ظلم العباد وتعطي الحقوق لأهلها التزامًا بقوله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت". ولفت إلى ما واجهه الرسل من قومهم من صنوف الأذى، والاتهامات والتكذيب، والسخرية والدسائس والمؤامرات، مشيرًا إلى أنه مع هذه المعارضات فإنّ الله ناصر رسله ومؤيدهم وأذاق المكذبين العذاب الأليم". وأشار مفتي السعودية إلى أن المسلمين واجهوا بعد موته صلى الله عليه وسلم تحديًا كبيرًا بارتداد كثير من العرب عن الإسلام إلا أن الله عز وجل قيّض للأمة من امتلأ قلبه بالإيمان والإسلام فقاتل المرتدين حتى عادوا للإسلام الحق. وبيّن سماحته أن الدعوة إلى الله استمرّت بعد ذلك في مشارق الأرض ومغاربها ودخل الناس في دين الله أفواجًا وعن قناعة بهذا الدين وأخلاقه وحلت الحضارة الإسلامية بقوتها وصلابتها مكان الحضارات الأخرى واستوعب الناس هذا الدين على مختلف أجناسهم ولغاتهم وثقافتهم . واستدرك قائلاً: "ولكن الأمة تواجه في مختلف مراحل تاريخها أعداء ومؤامرات وتحديات من أعدائها أو من بعض أصحاب الضلال، ولكن دين الله الحقّ رغم كل ما يواجه ينتصر بفضل الله على الضلال ويعود بقوة وينتشر في الأرض؛ لأنه دين الله الحق والفطرة التي فطر الله الناس عليها". وأشار سماحة المفتي العام رئيس هيئة كبار العلماء إلى أنّ أعداء الأمة اليوم هم أعدائها بالأمس وإن تنوعت الأساليب واختلفت على حسب اختلاف الأزمان والأحوال. وقال: "إنّ الأمة الإسلامية مازالت تعانِي في عصورها المتأخرة من بعض التحديات العظيمة والخطيرة ومنها الانحراف العقدي وهم الذين استبدلوا العقيدة الصحيحة بمبادئ كفرية و مناهج منحرفة مما أثر على العقيدة الصحيحة ولذلك فالاهتمام بالعقيدة الصحيحة من أجل المهمات وأعظم والواجبات ". واستعرض سماحته تحديًا آخر يواجه الأمة وهو التشكيك برسول الله صلى الله عليه وسلم والقدح فيه وفي سنته مبينًا أنّ محبة رسول الله شرط من شروط الإيمان وواجب الأمة الدفاع عن رسول الله وسنته ودفع كل الشُّبَه بالحق المبين وان تطبيق المسلمين للسنة في أقوالهم وأعمالهم هي دليل على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم . كما بيّن أن من التحديات العظيمة التي تواجه المسلمين في العالم اليوم انتشار المعاصي في العالم الإسلامي، وكثيرة الجهل بالأمور الشرعية مما أدى إلى التباس الأمور بين كثير من الناس بين الحلال والحرام، مبينًا أن صمام الأمان هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من خصائص هذه الأمة. وأكّد مفتي المملكة أنّ واجب المسلمين "محاربة العمليات الانتحارية"، مشيرًا إلى أن الفتنة وتسييس الحج والإرهاب من التحديات التي تواجه المسلمين، مؤكدًا أن واجب المسلمين محاربة هذا البلاء (الإرهاب) العالم يشكو من هذا البلاء والعمليات الانتحارية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء.. دمرت البنية التحتية والمنشآت وشلت السواعد وفرقت المجتمع". وقال: "احذروا أن تكونوا سببًا لهدم بلادكم بأيديكم... وحلوا مشاكلكم بأيديكم ولا تركنوا لما يأتيكم باسم الطائفية". وتوافدت جموع الحجيج منذ وقت مبكر على مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة. وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110 آلاف متر مربع) والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.