طالب الدكتور محسن العواجي بمجلس شورى منتخب من الشعب، لافتاً إلى أن مجلس الشورى الحالي لا يمثل المجتمع السعودي، وقال العواجي: "المفترض أن يسمى هذا المجلس ب "المجلس الاستشاري"، لا مجلس الشورى، لأنه ليس له صلاحيات وقراراته ليست ملزمة. وأشار العواجي إلى أنه "لا ينبغي أن نجعل من دخول النساء قضية، وهؤلاء النسوة تم إدخالهن للمجلس بمعايير لا نعلمها".
جاء ذلك في حلقة جديدة من برنامج "حراك" الذي يبث عبر قناة "فور شباب"، ناقش مقدمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم مع ضيوفه التعيينات الأخيرة لمجلس الشورى، والسبل الكفيلة لنهوض مجلس الشورى بالمهام المنوطة به، واستضاف في برنامجه محمد بن معروف الشيباني الكاتب في صحيفة البلاد، والدكتور محسن العواجي، والدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى السابق، والشيخ فوزان الفوزان، أحد المحتسبين، وحصة الأسمري الكاتبة الصحفية.
وقرر الدكتور العواجي أن للانتخابات أصلاً في الشريعة الإسلامية، مستدلاً بانتخاب الأنصار في بيعة العقبة لاثني عشر رجلاً يمثلونهم عند النبي صلى الله عليه وسلم، بطلب منه، صلى الله عله وسلم.
وعن فتوى الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك الأخيرة بعدم جواز الانتخابات، قال العواجي: "الشيخ البراك ليس بمعصوم، والمرجع عندنا قال الله وقال الرسول، والمشايخ لا يستفتون في كل شيء، بل لكل أحد من الناس اختصاصاته المعينة".
وأبدى العواجي استغرابه من المعايير التي يتم عن طريقها اختيار عضو الشورى، وقال: "الصراحة أنا محتار من معايير اختيار أعضاء مجلس الشورى، لا أعلم على أي أساس يختارونهم، ولكن يجب أن يكون العضو المختار "هيناً ليناً"، وهذا هو المعيار الوحيد الواضح عندي!", وطالب بإعطاء مجلس الشورى صلاحيات كبيرة.
ومن جهته أكد محمد بن معروف الشيباني الكاتب بصحيفة البلاد، أن "الانتخابات لا تصلح لمجتمعنا السعودي، لأنها تقوم على الصراعات والنزاعات، وعدم اختيار الأكفأ، بل العبرة في الاختيار على القبلية أو الفئوية".
وقال الشيباني: "لا أرى أن مسألة الانتخابات هي الحل لمشاكلنا، ومن يريد أن يحرج النظام السعودي فليطالب بإعطاء مجلس الشورى صلاحيات كبيرة".
وأوضح الشيباني أنه "ينبغي أن ندرس الأمور بواقعية، فواقعنا يختلف كثيراً عن واقع الصحابة"، مؤكداً أن "الانتخابات لها سلبيات كثيرة، منها: أن يختار الناس على حسب القبلية والجهوية والطائفية، وأن الأكثرية دائماً لا تأتي بالأصلح بل على العكس قد تختار الأسوأ، والشعوب بسطاء وقد تدغدغهم العهود العاطفية، وأسوأ سلبية تفرزها الانتخابات هي وجود أقلية معارضة، تناكف الحكومة وتعارضها في كل أمر، حتى إن كان صواباً، والانتخابات تساوي بين صوت العالم والجاهل، ولو كان في الديمقراطية خير لما سوّقها لنا العالم الغربي".
وفي رده على ما طرحه الشيباني أكد العواجي أن "كل ما قاله الشيباني لا يمنع المواطن من اختيار من يمثله، فكل إنسان في البلد يبحث عمن يمثله، ويختار به قراره السياسي، ولا يليق ألا يشارك الشعب في قرارات بلده، وتظل تُصنع من وراء الكواليس".
وأضاف العواجي: "نحن لا نطالب بديمقراطية الغرب كلها، ففلسفتها قائمة على حكم الشعب، وفي الشريعة الحكم والأمر لله، ولكننا نطالب بوسائلها، وهي اختيار الشعب من يمثله في صنع القرار. وأما قول إن الشعب غير جاهز فهذا ذر للرماد في العيون وليس من النصح في شيء، بل ذلك يعد تزيينا للمستبد سوء عمله. البديل ماذا؟ أن نرضى بالمستبد بعُجره وبجره؟! وما فائدة مجلس الشورى ومجلس الوزراء فوقه؟".