أكد أعضاء في مجلس الشورى ل (عناوين) أن المجتمع السعودي لا يزال يحتاج إلى وقت لتثقيفه في جانب الانتخابات، موضحين أن الانتخابات البلدية كانت خير دليل على عدم الوعي الانتخابي. وقال عضو مجلس الشورى الدكتور سعد مارق ل (عناوين): "إن المجتمع السعودي لا يزال يحتاج إلى وقت كبير لتثقيفه بمفهوم الانتخابات"، موضحاً أن انتخابات المجالس البلدية كانت مؤشرا مهما جداً لوضع الانتخابات في المملكة، حيث لا تزال توجد عليها بعض الملاحظات، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لوأقيمت انتخابات لمجلس الشورى لن يأتي أفضل ممن هم موجودون الآن في المجلس، مشيراً إلى أن الموجودين الآن من أفضل الخبرات والكفاءات في المملكة المختارة بعناية. وأوضح مارق أن الانتخابات في المملكة تحتاج إلى دراسة عميقة، قائلاً: "نحن غير مهيئين للانتخابات"، معللاً ذلك بأن الناخب لا يعرف من ينتخب، ولا يعرف ما مهمة المنتخب. ووصف مارق تجربة انتخابات المجالس البلدية بالتجربة المزعجة، ضارباً مثلاً أنه تقدم لانتخابات المجلس البلدي مهندس يحمل الدكتوراه وشخص آخر لا يحمل أي مؤهلات للتنمية, فاستبعد المهندس واختير الشخص الآخر, هذه هي ثقافة الانتخابات لدينا. وقال مارق: "نحتاج إلى تثقيف المجتمع أولاً"، وتبينها للناخب أنها مسؤولية اجتماعية لمن تختار وليست تكتلات أو تحزبات، وتعريف الناخب بأن الموقع الذي تختاره هو مهمتك، إضافة إلى تثقيف المجتمع بخطورة الاختيار، مشيراً إلى أن بعضهم يعد الاختيار"فزعة" وهذا ليس صحيحا, وتعليم المجتمع ثقافة الانتخابات ليست صعبة ونستطيع تطبيقها. وأكد مارق أن من أراد ويرغب في خدمة بلده من خلال مجلس الشورى يستطيع، حيث إن الأنظمة تخدمه بنسبة 100%، مضيفاً أن الأنظمة الموجودة في المملكة وليس في مجلس الشورى فقط توجد فيها فقرات تعطي الصلاحيات الكافية لخدمة المجتمع والبلد. وأوضح مارق أن أي برلمان في العالم مهمته الأساسية القدرة على تغيير الأنظمة القديمة أو التي تؤثر في المواطن وهذه هي مهمة مجلس الشورى, إضافة إلى المواد التي تعطي الأعضاء الحق بذلك. ومضى قائلا:"من يتهم النظام بأنه ليس لديه صلاحية عليه أن يعود إلى النظام ويقول لنا إلى ماذا يحتاج". وأشار مارق إلى أن مجلس الوزراء، وهو أعلى سلطة، إذا اعترض على أي تنظيم صادر من مجلس الشورى لا يحق له أن يعدله ولا بد أن يعاد إلى مجلس الشورى، فإذا أصر الشورى على رأيه يبقى القرار للملك، وهذه هي قمة القوة لمجلس الشورى, أن قراره لا يستطيع أن يتدخل فيه إلا الملك. وحول حرية الدور الرقابي للمجلس، بين الدكتور مارق أن مجلس الشورى لديه الحرية في الدور الرقابي على الوزارات ومهمته أن ينتقد ويقترح وأن يطالب بما يرغب فيه المواطنون ويحمل همومهم كاملة. وفيما يتعلق بتقليص مدة المداخلات لأعضاء مجلس الشورى من 10 دقائق إلى 5 دقائق التي انتقدتها هيئة حقوق الإنسان في تقريرها الثاني الذي صدر الأسبوع الجاري، ووصفتها بأنها تضعف استقلالية المجلس, حيث صدرت بأمر ملكي وليس من المجلس، قال مارق: "إن فترة الخمس دقائق ليست هي المعيار في المجلس"، موضحاً أن فترة التعليق يجب أن تكون دقيقة وسريعة في توصيل الفكرة، مضيفاً أن العضو يستطيع تقديم المساهمة بتعديل القرار أو الانتقاد. وحول عدم وجود الصلاحية للمجلس في مساءلة المسؤولين والوزراء، أكد مارق أن الوزير يستدعى وتتم مساءلته ومناقشته ويستفسر منه، مضيفاً أن آخر مرة طلب من وزير الخدمة المدنية وبقوة من أعضاء المجلس الحضور لمناقشته في مواضيع كثيرة. ولم يفوت الدكتور مارق الفرصة في لقائه مع صحيفة (عناوين), حيث وجه انتقادا إلى الإعلاميين قائلاً : "لم أر من الإعلام التعامل المهني في مواضيع مجلس الشورى لنقلها إلى المواطن وكيفية الشورى يتعامل مع همومهم، بالاكتفاء والتركيز على الأخبار الجانبية". من جهته، أكد عضو مجلس الشورى الأستاذ عبد الله الناصر أن العقلية الانتخابية غير ناضجة في الوقت الحالي، ويجب أن تسبق الانتخابات أجواء قابلة للانتخابات والوقت غير كاف لخوض تجربة الانتخابات ويفضل أن تبدأ في الوقت الذي يكون فيه المجتمع أكثر وعيا، موضحا أن صاحب القرار هو الذي يقيس حالة وعي المجتمع ومدى ثقافة المجتمع الانتخابية.