اعتبر طبيب بمستشفى حكومي بالطائف أن "خراجاً صغيراً" في الخاصرة اليمني لخمسيني ليس إلا "خرفاً ومرضاً نفسياً" يستوجب العلاج في مصحة نفسية، بحسب المريض الذي قدم شكوى ضد المستشفى، مُطالباً بمحاسبة الأطباء، لأن الإهمال الذي طاله فاقم مرضه وأدى إلى التصاق الرئة اليمنى وتنويمه بالعناية المركزة ثلاثة أشهر. وقال المواطن سعيد زراع سعيد الغامدي "52 عاماً" ل"سبق": "بدأت المشكلة في نهاية عام 1431 ه، عندما شعرت بألم في خاصرتي اليمنى مع حرقة في البول، ومن دون أي مبالاة من أطباء طوارئ مستشفى الملك فيصل بالطائف أعطوني إبرة مسكنة "فولتارين"، لحين خروجي من المستشفى".
وأضاف أن الأطباء استمروا في متابعاتهم له على هذه الحال لمدة تتجاوز الشهر، ولم يصرفوا له علاجاً ولم يشخصوا حالته لدرجة أنه كان يشتري "الفولتارين" من الخارج ويذهب إلى المستشفى لأخذه هناك.
وقال: "بعد ذلك نوموني لمدة 11 يوماً، وواصلت شراء الفولتارين من الخارج، ولم يكتفوا بإهمال علاجي، بل وصفوني بالخرف".
وأوضح أن أحد الأطباء بمستشفى الملك فيصل، قال له: "أنت مخرف ومرضك نفسي"، ليتولى إحالته إلى مستشفى الصحة النفسية.
وأضاف: "بعد اطلاع الدكتور النفسي على حالتي لم يجد بي سوى مرض موضعي حقيقي، وأن نفسيتي وذاكرتي ليستا متأثرتين وإنما طبيعيتان".
وأوضح الغامدي أنه بعد يأسه من العلاج لم يجد نفسه إلا في المستشفى الألماني بعد تدهور حالته الصحية. وقال إنه دفع مبالغ مالية تزيد على ثمانية آلاف ريال من أجل تشخيص حالته بالمستشفى الألماني، حيث اكتشفوا أن بداية المشكلة خُراج صغير في الجهة اليمنى.
وأخبره المستشفى الألماني أنه من جراء الإهمال الذي طاله وعدم تشخيص مرضه بالشكل الصحيح، تطور المرض وانتشر الصديد في الجهة اليمنى تماماً؛ ما أدى إلى التصاق الرئة اليمنى وتنويمه بالعناية المركزة ثلاثة أشهر.
وقال الغامدي: "إن ما زاد مرضي هو التعامل السيئ من الأطباء مع المرضى بمستشفى الملك فيصل، ذاكراً ما قاله لي الطبيب بأني مخرف، وما قاله له أحد الموظفين الذي كان بمكتب المدير آنذاك: روح دور لك شيخ يقرأ عليك ما عندك شيء".
وأضاف أنه تقدم بشكوى ضد مستشفى الملك فيصل، لمديرية الشؤون الصحية، مؤكداً أنهم ماطلوه ما يقارب السنة ثم حولوه لجهة محايدة وهي مستشفى الهدا.
وهناك سلمهم نتائج المستشفى الألماني، وبدوره استلمه مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي بالطائف، حيث تم علاجه وإخراج ما يقارب 1300 ملليمتر من الصديد عن طريق تركيب أنبوب في الصدر، حيث بدأ بعدها خروج الصديد تدريجياً لحين تحسن الحالة.
وأُجريت للغامدي أشعات بمستشفى خاص بالطائف مقابل نحو 12 ألف ريال، لا يعلم كيف يُسددها حيث إنه استدانها.
وقال الناطق الإعلامي بصحة الطائف سراج الحميدان: "الهيئة الطبية هي من تنظر في مثل هذه القضايا، وهي هيئة مختصة ويرأسها قاضٍ من المحكمة، ولديه مجموعة من القضايا قد يؤخر النظر في بعض منها".
وأوضح أن دورهم في الصحة ينتهي بمُجرد إحالة القضية للهيئة الطبية الشرعية من قِبل إدارة المتابعة.