اضطر عدد من الأطباء والاستشاريين لإجراء تحليل مزرعة لتسعة مواطنين وإرساله لألمانيا، بعد أن عجزت 5 مستشفيات حكومية عن تشخيص حالتهم، التي بدأت أعراضها تظهر وبشكل مُحير منذُ التاسع من رمضان، فيما تم تنويم ثمانية منهم بتلك المُستشفيات وإبقائهم تحت العلاج والمُتابعة الطبية دون تقدم أي علاج للحالة الغريبة الغامضة التي أصابتهم. كان 13 شخصاً من سُكان محافظة الطائف قاموا برحلة ونُزهة لمنطقة "تُربة زهران" جنوب المُحافظة يوم 17 من شهر شعبان الماضي، وأمضوا في المنطقة قرابة الأربعة أيام؛ للاستمتاع بالأجواء بعد هطول الأمطار الغزيرة وجريان السيول، إلا أن 9 منهم -أحدهم في العقد الثامن من عمره- سبحوا في الوادي المليء بمياه السيول الراكدة في ظل وجود أعداد كبيرة من المُتنزهين. ويوم 21 من شعبان غادروا جميعاً المنطقة وعادوا لمنازلهم سواء في الطائف أو منطقة بني سعد جنوب المحافظة، لكن أحدهم شعر ببعض الأعراض بدأت من اليوم الأول من الشهر الكريم، وزادت حدتها وأجبرته على الذهاب للمُستشفى في اليوم التاسع من رمضان. وسرعان ما لحق به سبعة آخرون شعروا بنفس الأعراض التي تمثلت في ارتفاع شديد في درجة الحرارة وصلت إلى 41 مع تعرق وصداع، والبعض منهم تحدث له حالات تشنج وقيء متواصل وآلام في البطن وتعب وتكسر في الجسم وخمول وغثيان بين فترة وأخرى بخلاف فقدان الشهية عن الأكل والماء. وجميع الثمانية شُبان جرى تنويمهم بخمسة مُستشفيات (اثنان في مستشفى الهدا للقوات المُسلحة، وأربعة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالطائف، وواحد في مُستشفى السحن بني سعد جنوبالطائف، وواحد في أحد مستشفيات العاصمة المقدسة) كانوا سبحوا في ذلك الوادي المليء بمياه السيول والأمطار، في حين بقي التاسع وهو المُسن الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، حيث لا يزال بصحة جيدة ولم يشعر بما شعر به الشُبان على الرغم من أنه سبح معهم. وتباينت آراء الأطباء من حيث التشخيص، ففي مستشفى السحن بني سعد ذكروا أن السبب التهاب في الحلق، واكتفوا بجرعة الفولتارين، وبعد انتهاء مفعولها تعود الأعراض من جديد, وفي مستشفى الملك فيصل بالطائف ذكروا بحدوث تكسر بصفائح الدم وانخفاض بكريات الدم البيضاء, أما في مستشفى الأمير منصور العسكري فتم إحالة من حضر له لمُستشفى القوات المُسلحة بالهدا. ولا يزال الثمانية المُصابون منومين بالمُستشفيات الخمسة ويتلقون العلاج ويخضعون للعناية الطبية دون أي تقدم أو تحسن ملحوظ. وكشفت معلومات عن تأكد الأطباء من سلامتهم من أمراض "الملاريا والضنك والتيفوئيد" من خلال التحاليل، إلا أن المُصابين المنومين بمستشفى الملك فيصل اشتبهوا في إصابتهم بالتيفوئيد. أحد المرضى من المنومين بمستشفى الهدا للقوات المُسلحة بالطائف "عبد المحسن بن سعد الدهماني" تحدث ل"سبق" عن سوء الحالة التي هو عليها ورفاقه السبعة، وقال إنه في حيرة حيال عجز الأطباء والمستشفيات عن معرفة وتشخيص ما هم فيه من مرض. لكنه أشاد بالعناية الفائقة واهتمام مُستشفى الهدا به هو ورفيقه المنوم معه، لكنهم دخلوا في حالة صعبة كونهم جميعاً لا يعلمون المرض الذي أصابهم ولا حتى العلاج المُناسب لهم. وقال إن الأطباء لجؤوا لإجراء تحليل مزرعة لهم وبعثه لأحد المستشفيات بألمانيا من أجل التعرف على المرض وتحديده.