تدفق مئات اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في سوريا على لبنان اليوم الاثنين بعد اندلاع اشتباكات بين فصائل فلسطينية مؤيدة للأسد وأخرى معارضة له في حي بدمشق. وقال شاهد من "رويترز" إنهم أتوا في حافلات وسيارات محملة بمتعلقاتهم. وقال مصدر أمني لبناني إن اللاجئين من مخيم اليرموك بدمشق حاولوا الفرار أمس الأحد، لكن الطريق كان مغلقاً من جراء القتال.
وقال أبو خليل جليلي، وهو فلسطيني دخل لبنان مع أسرته، إن آخرين لم يكونوا محظوظين على هذا النحو. وأضاف: "أتينا إلى هنا، لكن أغلب الناس ينامون في شوارع دمشق".
واندلع قتال ضار قبل أسبوعين بين فلسطينيين مؤيدين للأسد ومعارضين سوريين إلى جانب كتيبة من المقاتلين الفلسطينيين تُعرف باسم لواء العاصفة.
وقال نشطاء بالمعارضة إن طائرات سورية مقاتلة قصفت اليرموك أمس الأحد فقتلت ما لا يقل عن 25 شخصاً، كانوا يحتمون في مسجد. وقالوا إن القوات والدبابات احتشدت خارج المخيم اليوم بينما استمرت الاشتباكات داخله.
وتفجَّرت الاشتباكات مرة أخرى بعد الغارة الجوية أمس بين فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "القيادة العامة المؤيدة للأسد" ومعارضين سوريين يدعمهم مقاتلون فلسطينيون.
وقال اللاجئ الفلسطيني أبو طه إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أتت إلى منازل الناس، وأبلغتهم بالمغادرة قائلة إن المعارضين دخلوا المنطقة.
وأضاف أبو طه، الذي دخل لبنان مع زوجته وأطفاله الأربعة: "أعتقد أن 80 في المائة فروا. لم يأتوا جميعاً إلى لبنان؛ فبعضهم ظل في دمشق".
ولا تزال الجبهة موالية للأسد على الرغم من إعلان مصادر فلسطينية أن زعيمها أحمد جبريل فر من مخيم اليرموك إلى مدينة طرطوس السورية الأكثر أمناً.
وتخلت جماعات فلسطينية أخرى عن الأسد الذي يصور نفسه منذ فترة طويلة على أنه حصن المقاومة ضد إسرائيل، لكنه فقد حلفاءه في حملته على تمرد الأغلبية السنية ضد أقليته العلوية.
ونددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي ترك قادتها سوريا في ديسمبر كانون الأول 2011، بقصف اليرموك، قائلة في بيان من غزة إنها تدين بشدة الاعتداء المستمر على الشعب السوري، وكذلك قصف مخيمات الفلسطينيين في سوريا.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إن القصف الجوي للمخيم أمس "جريمة كبرى تُضاف إلى سلسلة من الجرائم. أن يُعتدى بهذا الشكل.. أن يقصف مسجد يذهب ضحيته العشرات في مخيم اليرموك، بخاصة من فلسطينيي الشتات.. فهذا مدان بأشد العبارات، وهذه جريمة مرتكبة من قِبل نظام لم تعد له أي صلة بالشرعية".
وحمَّل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق مسؤولية أمن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا. كما دعا جميع أطراف الصراع إلى حماية الفلسطينيين، وإبعادهم عن القتال.
وتستضيف سوريا ما يزيد على 500 ألف لاجئ فلسطيني، أغلبهم في اليرموك، وكذلك من المنحدرين من نسل الفلسطينيين، الذين دخلوا سوريا بعد إنشاء إسرائيل عام 1948.
وتصور دمشق نفسها دائماً على أنها مدافعة عن النضال الفلسطيني برعايتها فصائل فلسطينية مسلحة عدة.