ذكر مقاتلون في المعارضة السورية أمس انهم شكلوا لواء من الفلسطينيين المتعاطفين معهم في مخيم اليرموك في دمشق لمحاربة فلسطينيين مسلحين موالين للرئيس السوري بشار الأسد، ما يزيد المخاوف من دخول العامل الفلسطيني على خط النزاع الدائر في سورية. ويعيش نحو 150 ألف لاجئ فلسطيني في مخيم اليرموك في العاصمة السورية، وهي منطقة شاسعة من مبان سكنية حيث يؤيد بعض سكانه الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهراً في حين يحارب آخرون في صفوف قوات الأسد. وقال أحد قادة المسلحين في المعارضة من «كتيبة صقور الجولان» أمس «نسلح فلسطينيين مستعدين للقتال. شكلنا لواء العاصفة المؤلف من مقاتلين فلسطينيين فقط». وأضاف «وظيفته هي تولي المسؤولية عن مخيم اليرموك. كلنا نؤيده وندعمه». وذكر مقاتلو المعارضة إنهم واللواء الفلسطيني الجديد سيهاجمون المقاتلين في مخيم اليرموك الموالين لأحمد جبريل قائد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة التي تدعمها سورية، واتهموا أنصار جبريل بمضايقة سكان المخيم ومهاجمة مقاتلي الجيش السوري الحر. وقال قائد آخر لمقاتلي المعارضة السوريين طلب عدم نشر اسمه «هم الآن مستهدفون بالنسبة لنا. مستهدفون لكل الجيش السوري الحر. كلهم بلا استثناء». وأضاف إن بعض مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة سلموا السلاح إلى مقاتلي المعارضة، ودعا آخرين إلى اتخاذ الخطوة ذاتها وهدد باغتيال الشخصيات الموالية للأسد. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض الذي يتخذ بريطانيا مقراً إن قنبلة انفجرت في وقت مبكر الأربعاء أسفل سيارة عقيد بالجيش السوري في اليرموك لكنه لم يكن بالسيارة ولم تقع خسائر. ولم يتضح ما إذا كان الحادث مرتبطاً بالتوترات بين مقاتلي المعارضة السوريين وفصائل فلسطينية في اليرموك. يذكر أن اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف ليل الاثنين الثلثاء بين مقاتلين معارضين للنظام السوري وفلسطينيين موالين للنظام في مخيم اليرموك. وأشارت الهيئة العامة للثورة السورية إلى «تعزيزات من جنود النظام السوري مدعومين بالمدرعات» استقدمت إلى المخيم «لمساندة قوات القيادة العامة». وشهد المخيم جولة اشتباكات عنيفة في آب (أغسطس) الماضي تخللها قصف من القوات النظامية على أنحاء المخيم ومخيم فلسطين المجاور وأوقعت العديد من القتلى. وأوضح المسؤول الإعلامي في «الجبهة الشعبية-القيادة العامة» أنور رجا أن «جماعة من المسلحين الإرهابيين حاولوا التسلل فجر الثلثاء إلى مخيم اليرموك قادمين من محيط الحجر الأسود، فتصدت اللجان الشعبية التي شكلناها لمنع اختراق المخيم (...) للمجموعة». وأضاف أن «الاشتباكات استمرت لنحو ساعة من دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو إصابات». وحذر رجا من «وجود أطراف من المعارضة السورية المسلحة ترغب في جر المخيمات الفلسطينية إلى دهاليز الأزمة الداخلية السورية». وتستضيف سورية نصف مليون لاجئ فلسطيني أغلبهم من أبناء من دخلوا البلاد بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948. لكن الانتفاضة الفلسطينية سببت انقساماً بين الفصائل من حيث الجهة التي يدين كل منها بالولاء لها، وانضم كثيرون إلى الاحتجاجات المناهضة للأسد. وأعلنت حركة «حماس»، حليفة دمشق لفترة طويلة، وقوفها إلى جانب «الثورة السورية». ونقلت منذ الأشهر الأولى للنزاع مقر قيادتها من العاصمة السورية إلى الدوحة.