أطلق اجتماع وزاري دولي لمكافحة الإرهاب رسمياً اليوم "مركز التميز الدولي لمكافحة التطرف العنيف"، وهو المركز الأول من نوعه في العالم، وسيكون مكرساً للتدريب والحوار والتعاون والبحوث لمكافحة التطرف بأشكاله كافة، ويتخذ من العاصمة الإماراتية أبو ظبي مقراً له. وجاء إطلاق المركز أثناء الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي انعقد برئاسة كل من وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان ونظيره التركي أحمد داوود أوغلو.
وقال الوزير الإماراتي في إعلانه إطلاق المركز، الذي يحمل اسم "هداية"، إنه سيتابع سعيه الحثيث ليكون مركزاً دولياً يحتضن جميع الخبراء والخبرات في مجال مكافحة التطرف العنيف، بحيث يقود عملهم المشترك مع طاقم المركز إلى تعزيز النهج الذي تتبعه دول العالم من أجل مكافحة التطرف العنيف. وأضاف بأن "مركز هداية عمل في الأشهر العشرة الماضية بجد مع الجهات المعنية الدولية".
وأوضح أن قيادة المركز أجرت زيارات لأكثر من 20 عاصمة، وعملت على بناء الشراكات مع مؤسسات عدة، تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ووضعت تقويماً زمنياً للبرامج والمبادرات التي تسعى لتنفيذها خلال العام الأول من انطلاق العمل.
وسيركز مركز "هداية" على مجالات مهمة عدة، منها على سبيل المثال الدبلوماسية الرياضية والثقافية ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، وكذلك على دعم ضحايا الإرهاب.
ووصف الوزير الإماراتي استضافة بلاده للمركز بأنها "تجسيد لمبدأ التسامح الذي تتبناه الإمارات، الذي يقف على طرف النقيض لتحييد التطرف العنيف".
وأكد التعاون الدولي في هذا المجال بقوله إن "مكافحة التطرف العنيف ومعالجة قضاياه لا تتمان لنا إلا عندما نبذل نحن المجتمع الدولي جهوداً جماعية، ونلتزم باستمرار العمل".
وقال إن المركز عقد شراكات مع مركز جنيف للسياسات الأمنية ومركز جاكرتا للتعاون في إنفاذ القانون وأكاديمية جامب سبورت في أبوظبي ومركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وتبقى لكل دولة - بحسب الوزير - طريقتها في معالجة التهديدات الناجمة عن التطرف العنيف "لكن هناك خطوطاً مشتركة تجمع بين مختلف مظاهره، وتتيح لنا الاستفادة من خبرات بعضنا في هذا المجال".
وكانت الإمارات قد عرضت في سبتمبر 2011 في الاجتماع الوزاري الثالث للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب في نيويورك استضافة المركز استجابة للرغبة المتزايدة من أعضاء المنتدى.
وتضم قائمة الأعضاء المؤسسين للمنتدى، الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها التركي أحمد داوود أوغلو، 30 بلداً من الشرق الأوسط، منها "الجزائر ومصر والسعودية والأردن والمغرب وقطر والإمارات"، وعدداً من دول الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى باكستان وروسيا واليابان والهند، وكذلك تركيا والولايات المتحدة.