نظّم النادي الأدبي بالرياض ممثلاً في جماعة السرد ندوة تحت عنوان (ذاكرة حراج ابن قاسم الثقافية) مساء أمس، استضاف فيها الوراق والشاعر أحمد كلاس عيسى، أحد أشهر الوراقين بحراج ابن قاسم، الذي تحدث عن تجربته الطويلة في بيع الكتب المستعملة والنادرة، وأنفس المخطوطات التي حصل عليها وباعها، كما روى قصصه ومواقفه مع أبرز الشخصيات السعودية التي كانت تتعامل معه وتلجأ له للحصول على الطبعات والنسخ النادرة من الكتب. وأكد الوراق أحمد كلاس عيسى أن الحراج مليء بالكنوز من الكتب، وأن الحراج كله مكاسب، سواء لمن يقوم بالبيع أو من يشتري "وفيه تجد ما لا يخطر على البال". وأضاف أن "العلماء والمتعلمين كانوا قليلاً فيما سبق، أما الآن فأصبح عددهم والحمد لله كثيراً مقارنة بسنوات سابقة"، وتأسف الكلاس على أن "الكثير من الأبناء والفتيات لا يعرفون قيمة بعض الكتب التي يتركها الأب أو الجد ما يضطرهم لبيعها في الحراج بأبخس الأسعار، وبعضها يمكن أن يصبح ثروة ويحقق ثراء أكثر من الأموال والعقارات التي ربما يكون قد تركها الفقيد أو المتوفى". وطالب الكلاس بضرورة أن وجود شرطة خاصة بالحراج نظراً لقيام البعض بالنصب على الآخرين من خلال البيع بالإضافة إلى الاختلافات والمشكلات التي تتولد عن البيع والشراء بالحراج. وذكر الكلاس أنه اشترى كتاباً ب 4000 ريال ثم باعه ب 250 ألف ريال، وبيع الكتاب نفسه في لندن بمليون دولار، مضيفاً أنه اشترى العديد من المكتبات الخاصة التي كان يحقق منها مكاسب لا بأس بها، ففي إحدى المرات اشترى مكتبة كاملة ب 2000 ريال وباع كتاباً واحداً فقط منها ب 12 ألف ريال. أدار الندوة الباحث محمد بن عبد الرزاق القشعمي الذي تحدث في البداية عن أهمية الحراج وعراقته وما يحتويه من أسرار، موضحاً مكانة الوراق أحمد كلاس عيسى وقدرته على اقتناص الكتب النادرة، مشيراً إلى أن الكلاس قدم 5000 كتاب هدية لمكتبة الملك فهد الوطنية، ويعد ممن دعمها عند تأسيسها. وحكي القشعمي موقفاً طريفاً تعرض له الكلاس حينما منعه حراس الأمن من حضور حفل افتتاحها عام 1417ه، بالرغم من دعوته لحضوره، فقد حضر بسيارة أجرة، ولبساطته منعه الحرس من الحضور ما أجبره على العودة ماشياً على قدمه من العليا إلى مقر سكنه بجنوب الرياض (منفوحة) مخافة أن يعلم أهله بمنعه من حضور الحفل. وشهدت الندوة العديد من المداخلات التي طالبت الكلاس بضرورة تأليف كتاب يحكي من خلاله تاريخ حراج ابن قاسم ودور ه في الحياة الثقافية بالرياض، وأهم الشخصيات التي كانت تتردد على الحراج من المفكرين والأدباء والمثقفين، وغيرها من المعلومات التي تهم الباحثين والمؤرخين والمهتمين بالتأريخ للثقافة. وكان من المداخلين الأستاذ عبدالحميد السلمان والأستاذ عبدالله الشهيل والدكتور عبد الله الوشمي رئيس النادي، الذي أوضح أن النادي خصص مسارات ثقافية تتصل بثقافة منطقة الرياض، وكانت البداية مع حراج ابن قاسم، وستستمر السلسلة بحواضن العلم في الرياض وأسواقها، وغير ذلك.