وسط حضور جماهيري كبير أقام النادي الأدبي بالرياض ممثلاً في جماعة السرد مساء الثلاثاء الماضي ندوة بعنوان (ذاكرة حراج ابن قاسم الثقافية ) ، استضاف خلالها الوراق والشاعر أحمد كلاس عيسى أحد أشهر الوراقين بحراج ابن قاسم ليتحدث عن تجربته الطويلة في بيع الكتب المستعملة والنادرة وأنفس المخطوطات ، وليروي قصته ومواقفه مع أبرز الشخصيات السعودية التي كان لها تعامل معه . أدار الندوة الباحث محمد القشعمي الذي تحدث في البداية عن أهمية الحراج وعراقته وما يحتويه من أسرار ، موضحاً مكانة الوراق أحمد كلاس عيسى وقدرته على اقتناص الكتب النادرة. وروى القشعمي بداية معرفته بكلاس عن طريق أمين مكتبة الملك فهد الوطنية ومؤسسها الأستاذ الدكتور يحيى محمود بن جنيد ، مضيفاً ان علاقته توطدت به واستضافه ضمن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة). وأشار القشعمي أن الكلاس قدم 5000 كتاب كهدية لمكتبة الملك فهد الوطنية ، ويعد ممن دعمها عند تأسيسها. بدوره أكد الوراق أحمد كلاس أن الحراج مليء بالكنوز من الكتب ، وأن الحراج كله مكاسب سواء لمن يقوم بالبيع أو من يشتري وفيه تجد ما لا يخطر على البال . وأضاف الكلاس: إن العلماء والمتعلمين كانوا قليلا فيما سبق، أما الآن فأصبح عددهم كبيرا ، وتأسف الكلاس على عدم معرفة الكثير من الأبناء قيمة بعض الكتب التي يتركها الأب أو الجد مما يضطرهم لبيعها في الحراج بأبخس الأسعار ، رغم أن بعضها يمكن أن يصبح ثروة ويحقق ثراء أكثر من الأموال والعقارات التي ربما يكون قد تركها الفقيد أو المتوفى . وذكر الكلاس أنه اشترى كتاباً ب4000 ريال ثم تم بيع الكتاب ب250 ألف ريال وبيع نفس الكتاب في لندن بمليون دولار ، مضيفاً أنه قام بشراء العديد من المكتبات الخاصة والتي كان يحقق منها مكاسب لا بأس بها ففي إحدى المرات اشترى مكتبة كاملة ب2000 ريال وباع كتابا واحدا فقط منها ب12 ألف ريال . وشهدت الندوة العديد من المداخلات التي طالبت الكلاس بضرورة تأليف كتاب يحكي من خلاله تاريخ حراج ابن قاسم وكان من المداخلين عبدالحميد السلمان و عبدالله الشهيل والدكتور عبد الله الوشمي رئيس النادي الذي أوضح أن النادي خصص مسارات ثقافية تتصل بثقافة منطقة الرياض وكانت البداية مع حراج ابن قاسم .