خرج أب وابنه الفتى الشبل من بلاد العرب يوماً من قريتهما وهما يركبان حمارا.. فمرا بجماعةٍ .. فلما رأوهما قالوا بصوتٍ عال (الجماعة): ما أقسى قلب هذا الرجل يركب الحمار المسكين هو وابنه دون رحمة أو شفقة.. فنزل الأب وترك ابنه على الحمار وأكملا طريقهما.. ثم مرا بجماعة أخرى فلما رأوهما قالوا: انظروا إلى هذا الابن العاق يركب الحمار ويترك أباه العجوز يمشي على قدميه، ولكن الحق ليس على الابن بينما على الأب الذي ليس له حول ولا قوة وربما لم يعرف كيف يربي ابنه. عندها.. نزل الابن على الفور وركب الأب وأكملا طريقهما.. فمرا بجماعة أخرى فقالوا: إن هذا الأب قلبه خال من العطف يركب الحمار ويترك ابنه الصغير يمشي على قدميه.. ما أبغض مثل هؤلاء الآباء يظنون أنهم أباطرة على أولادهم.. فما كان من الأب إلا وأن نزل وحمل هو وابنه الحمار على ظهريهما وقال له سر يا ولدي .. فمرا بجماعةٍ فقالوا وهم يضحكون ويقهقهون: انظروا إلى هذين المجنونين إنهما يحملان الحمار بدلا من أن يحملهما.. عندها زفر الأب وقال مستسلماً: إرضاء الناس غاية لا تدرك.