دائما السير بخطوات ثابتة يؤدي إلى نتائج إيجابية، والخطوة العشوائية عادة ما توصل لأي مكان إلا للهدف الذي تريد تحقيقه، على اعتبار أن التسرع والعشوائية عنصران مناهضان للنجاح؛ لذا علينا أن نختار أي الخطى التي نريد السير بها نحو أهدافنا. والرؤية السطحية تعطيك نتائج ضعيفة، وإذا كانت مدخلاتك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون مخرجاتك أكثر خطأ، وكلما كررت العملية حصلت على نفس النتيجة السلبية، وهكذا تبقى تدور في حلقة فارغة. باختصار، هذه حقيقة استراتيجيتنا الرياضية التي نمارسها من واقع حب وعشق دفين لكرة القدم توارثناه جيلا وراء جيل، عشق لا يضاهيه إلا البرازيليون في جنونهم، وهذا لا يكفي حتى لو امتلكنا طموحا عاليا ورغبة صادقة في تحقيق أفضل النتائج، حتى لو كنا نريد أن نكون أفضل «ناس» أيضا لا يكفي.. لأننا لا نعرف كيف نحقق ذلك؟ ولا نعرف كيف نصل؟ وكيف ننفذ ومتى؟ أو حتى كيف نحافظ على ما وصلنا إليه؟ مما ساعد على حدوث الفجوة بين سقف قدراتنا البسيطة وبين أحلامنا الوردية. لذا لا بد أن نصارح أنفسنا بأخطائنا، وأولها خصائصنا الذاتية، فنحن بطبيعتنا مستعجلون.. منفعلون.. نريد كل شيء لنا دون أن نبذل ما يستحقه من عطاء. مشكلتنا في فهمنا القاصر لمعادلة التطوير والتخطيط، نشعر دائما بأننا مخططون بالفطرة نحلل الأمور بطريقتنا لا نقبل إلا أفكارنا، ولا نسمع إلا صوتنا، ولا نقرأ إلا ما كتبته أقلامنا. وكأننا وحدنا الفاهمون. مشكلتنا أننا لا نعترف بأخطائنا، وإذا اعترفنا بها لا نستفيد منها؛ لذا كلما حاولنا الانطلاق للإمام نجد أنفسنا نعود إلى المربع الأول دون أن ندري، والشواهد كثيرة. منتخبنا الوطني منذ 2011 وهو يتراجع، ونحن نزيد ونعيد في معالجتنا للأمور بطريقة خاطئة تتأرجح بين تغيير مدربين، وإبعاد للاعبين، وإذا غلبت الروم استغنينا عن أجهزة مساعدة لا حول لها ولا قوة، معتقدين أننا أصلحنا ما أفسده الدهر دون أن يكون بيننا رجل رشيد يدلنا على الطريق الصحيح. برغم كل التجارب التي مررنا بها.. لا نتعلم.. نعيش نفس التجربة ونعيد نفس الخطوات، حتى أصبح هذا حالنا من بطولة إلى أخرى، ومن تصنيف إلى آخر، وبات لدينا منتخب بلا هوية ولا هيبة ولا روح والدائرة تدور ونحن مستمرون دون ملل أو كلل. لم نحاول إيجاد حلول جديدة، لم نفكر خارج نطاق قناعاتنا البليدة، ما تدفعه الكرة السعودية هو ثمن حصاد أيدينا وبنات أفكارنا وتخبطاتنا في القرارات والتوجهات التي صفقنا لها مرارا وتكرارا دون أن ندرك أنها تقودنا إلى الهاوية. أما الآن فالسؤال الأهم: ماذا يجب أن نفعله؟ يجب أن نكون واقعيين مع أنفسنا، نؤمن بأن الخلل ليس في الأدوات بقدر ما هو في الاستراتيجيات التي نعمل بها في المنظومة الرياضية، وبالتالي علينا أن نعيد النظر في رؤيتنا وتخطيطنا ولوائحنا وما يترتب عليها، حتى لو اضطررنا إلى العودة إلى الصفر من أجل انطلاقة قوية تقوم على ثوابت سليمة، بدلا من إضاعة الوقت وهدر المال في معالجات هامشية تضرر منها الجميع.