ساعة مطر واحدة، كافية لتحول القنفذة إلى مدينة مستنقعات، تصدر الحشرات والأوبئة والروائح الكريهة، ولا تقف معاناة الأهالي عند صعوبة تصريف الأمطار، فالمياه الجوفية تتدفق على مدار العام وبكثافة مشكلة بركا راكدة في الطرقات وبين المساكن، منذرة بمشكلة أزلية، لن تتخلص منها المحافظة الساحلية، إلا بوقفة جادة من الجهات المختصة، واعتماد مشروع تصريف الأمطار والمياه الجوفية، يخرج لأرض الواقع قريبا، ولا يعتمد على الأوراق فقط. ذكر أحمد الزبيدي أن القنفذة تعاني طوال العام من المستنقعات، فهي تتدفق بارتفاع منسوب المياه الجوفية، وحين تهطل الأمطار يتفاقم الوضع، مشيرا إلى أنها تتحول إلى بؤر للأوبئة والحشرات والروائح الكريهة. ووصف الزبيدي مشكلة المستنقعات في القنفذة ب«الأزلية»، ومن الصعب إيجاد علاج لها، ملمحا إلى أن تدهور الإصحاح البيئي يهدد المحافظة على مدار العام، وليس فترة وجيزة. وشكا ياسين الفقيه من أن ساعة واحدة من المطر، تتسبب في مضاعفة المستنقعات في القنفذة، مشيرا إلى أن المحافظة تعاني من الأمطار والمياه الجوفية، متسائلا عن مصير الميزانيات التي تخصصها الدولة لتنفيذ مشاريع تصريف السيول والأمطار والمياه الجوفية. وطالب الفقيه الجهات المختصة بالتدخل سريعا لإيجاد حلول سريعة وناجعة لمشكلتهم في القنفذة، لافتا إلى أن حيي الخالدية والغربية من أكثر الأحياء تضررا من المستنقعات التي نخرت أساسات منازلهم. وحذر خالد الزهراني من حدوث كارثة بيئية في القنفذة نتيجة انتشار المستنقعات في أجزاء واسعة من المحافظة، مبينا أن أخطار المياه الراكدة لا تقتصر على تدني مستوى الإصحاح البيئي، بل تتسبب في حدوث حالات صعق كهربائي، سقط ضحيتها كثير من الأبرياء. ونبه الزهراني إلى تفشي حمى الضنك بفعل تكاثر الباعوض على المستنقعات، التي تخلفها الأمطار والمياه الجوفية، مشددا على أهمية وضع حد لمعاناتهم الأزلية في القنفذة. وأبدى سعيد الحسني مخاوفه من انتشار مبانٍ مهجورة منذ سنوات طويلة قرب مسكنه بالحي الغربي، تتجمع بها المياه الراكدة والبعوض والزواحف السامة، مطالبا الجهات المختصة بإزالتها وإنهاء خطرها المتزايد يوما بعد آخر. في المقابل، أكد مصدر مسؤول في فرع مياه القنفذة على تعاونهم مع بلدية المحافظة لسحب المياه الجوفية، ومستنقعات الأمطار، رغم أن ذلك من اختصاص البلدية، معتبرا ذلك الإجراء مسكنا فقط، ولا يزيل المشكلة جذريا. وأكد أن إنهاء معاناة الأهالي لن يكون إلا بتنفيذ مشروع الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار من القنفذة.