ثقافة المجتمع التي تحمل الكثير من التناقضات بسبب قلة الوعي، أسهمت في زيادة المغلوطات وقلة المعلومات ليس ذلك فحسب بل منها ما تحول إلى معتقدا ت راسخة في بعض العقول يناقش على أساسها الآخرون، منها على سبيل المثال أن كل ذكر يعتبر رجلا وهذا غير صحيح، فالذكر والرجل كلمتان مختلفتان في المعنى وتشتركان في الصفة، الذكر هو ذلك الكائن البشري الذي يحمل صفات فسيولوجية وهرمونية محددة لنوعه وتجعله يختلف عن الأنثى شكلا ومضمونا، أما الرجولة صفات وأخلاق ومبادئ ومجموعة من المواقف تجعل من الشخص إنسانا حقيقيا. ولذا نجد أن كل رجل يعتبر ذكرا وليس كل ذكر يعتبر رجلا، عبارة قد يراها البعض استفزازية، ولكن ما هي إلا محاولة لتفسير بعض الأمور، فملامح الذكورة في مجتمعي باتت ظاهرة عند بعض الشخصيات التي تعايش معها وأصبح واقعا مؤلما. ومن تلك الملامح شخص يمتنع عن العمل دون سبب ويترك زوجته تعمل فهو ذكر. وكل شخص يهتم بشكله لدرجة مبالغة فهو ذكر. لكل من تباهى بمال أبيه ونسبه وهو لا يملك شيئا. لكل من يعتقد أن مجموعة من العضلات والصوت العالي يصبح بهما رجلا فهو مخطئ لأنه ذكر، ومن يرى الرجولة قوة ويستخدمها في ظلم الآخرين فهو ذكر فقط، ومن اتخذ إلهه هواه واتبع شهوته فهو ذكر، وكل من يهين المرأة ضربا وظلما فهو ذكر فقط، حتى في الحب يختلف الذكر عن الرجل، فالذكر يتعامل مع الحب بشهوته أما الرجل يتعامل مع الحب بطبيعته، وهنا الفرق الرجل يتعامل مع الحب على أنه قيمة أخلاقية فيضيف لها وتضيف له، لذا نجد أن كلمة رجل أكبر وأعمق من أن تقال لأي شخص فالرجولة أفعال وليست أقوالا.