كلمة صريحة قد لا تقبلها بعض النفوس، ومع ذلك يجب أن تقال، رفض الرجل، لم يوافق الزوج، لا (يسمح) أبو محمد، لن يقتنع أبو زيد، لم يقبل أبو صابر، نسمعها وقد نصدقها؛ وقد ظلم الخمسة: الرجل والزوج وأبو محمد وأبو زيد وأبو صابر.... فهم لا يعلمون أصلا بشيء أو أن الأمر وصلهم جاهزا من (صاحبة السيادة) ولكي تتخلص من اللوم ولاسيما من النساء نسبت: الرفض وعدم الموافقة وعدم السماح وعدم الاقتناع وعدم القبول للرجل، ولربما عوتب الرجل وحوسب وقد يتطور الأمر إلى الشتم وفي ذلك يصدق قول الشاعر: غيري جنى وأنا المعاقب فيكم فكأنني سبابة المتندم المرأة ركن البيت الذي لا يقوم بدونه، وحارس أغلى ثروة تملكها الأمة، وحياة الأزواج بدون النساء لا قيمة لها، وصدق الله العظيم (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن)، ومهما تفنن المنظرون والمقلدون والببغاوات في نقل نظريات التعليم في الشرق والغرب إلى بلادنا تبقى المدرسة الحقيقية ومحضن التربية الأول هي الأم بلا منازع ومهما تقدمت الوسائل والنظريات أو تأخرت فلن تنوب عن الأم في الدور التربوي الكبير الذي تقوم به. ولله در أمير الشعراء حينما قال: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ولكن المؤلم أن بعض نسائنا تسرق دور الرجل، وتلغي مهمته حينما تنسب إليه الرفض في شيء لم يرفضه، أو تتهمه بعدم الموافقة على شيء لم يؤخذ رأيه فيه أصلا، وقد يكون الرجل - وإلى الله المشتكى - أحد ضحايا ذلك (الكذب) فيصدقها بحسن ظن منه في المرأة وبعد قليل يتبين له أنه اختيار المرأة وقرارها وإرادتها ومزاجها ؛ فزوجها لم يرفض الذهاب بها إلى أهلها، وزوجها لم يحدد ساعة لذهابها أو رجوعها، وزوجها لم يؤخذ رأيه في من تقدم لخطبة ابنته (عن طريق النساء) وزوجها لم يحدد نوع السيارة التي طلبها، ومع ذلك فإن بعض النساء لا يتورعن في اتهام الرجل (الزوج) بتلك التهم لتبقى صفحاتهم بيضاء وسمعتهم مصونة وبراءتهم معلنة، وقد تسألني: كيف يسكت الرجل عن تلك الاتهامات وكيف يرضى باللوم على ما لم يقله؟! والجواب: أن الرجال يختلفون في مواقفهم ؛ فبعضهم ينكر ما ينسب إليه حال علمه به وقد يعاقب المرأة على كذبها عليه، وبعضهم يسكت كضما للغيظ وحفاظا على مصلحة البيت والأولاد، وبعضهم لا يعلم الحقيقة فتبقى الأمور على ما هي عليه والمسكين هو المتهم والضحية والآثم في نظر العامة. وقد يأذن الله بالفرج واليسر فترجع المرأة عن (تشددها) وتتواضع للرجل وتقدر المصلحة فتتحسن الأمور وتتلاقى الأخطاء ما أمكن ويجعل الله بعد عسر يسرى. إن ما ذكرته هنا ليس تبرئة للرجل ودفاعا عن عامة الرجال ؛ كلا فإن في بعض الرجال صلفاً وعنفاً واحتقاراً للمرأة وبخاصة الزوجة والبنت وذلك الصلف والعنف والاحتقار سبب كثير من مشكلات البيوت وسبب تأخر زواج بعض البنات وسبب تمرد بعض الأبناء.. وأكبر سبب لذلك حماقة وجهل ذلك الرجل وسوء فهمه لدوره ومكانته وظنه الخاطئ في أن الرجولة تعني إهانة المرأة وعدم أخذ رأيها. وخير تعامل عرفه الناس مع المرأة هو تعامل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولن تسعد الأمة بجميع أفرادها إلا حينما تتبع سنته، ستسعد المرأة ويسعد الرجل ويسعد الابن وتسعد البنت، ويشعر المجتمع كله بالأمان والراحة النفسية والترابط الأسري.. أما نظريات الشرق والغرب فقد وضعت ليسعد بها مجتمعات تختلف عنا في الدين والأخلاق والعادات ؛ ولذلك فنحن في غنى عنها. بما أكرمنا الله به من دين وأخلاق سامية لم يعرفها من ضل عن دين الله واتبع شهواته وهواه. - عضو الجمعية العلمية السعودية للغة العربية