خلق الله الأنثى من ضلع اعوج تحت جناح الرجل فاكتسبت من صفات الضعف واللين والعاطفة الهشة والمشاعر المرهفة ما يجعلها تختلف عن الرجل لذا تلمس الرجل العذر للأنثى على مر العصور في تقصيرها وحماقاتها وغفلتها وتحمل سخافتها ومحدودية تفكيرها بحكم طبيعة الإختلاف بينهما مرت تلك العصور تلو العصور وذلك الفكر سائد ولا أعلم لماذا أقرأ في الكتب والسير ما لا أراه حاضرا في هذا العصر فهل يا ترى استأنث الذكر؟؟ أم أن الأنثى استطاعت أن تنحت معدنها وتعيد صياغته لتظهر أنثى تفوق الذكور في كثير من صفاتهم التي يتغنوا بها في مجالسهم وأشعارهم ويمجد ونها في دواوينهم وامسياتهم. كثير من الصفات التي وصمت بها الأنثى أما حقيقة أحيانا وأما ظلما في أحايين أخرى (ومن رؤيتي الخاصة التي شكلتها من خلال ملاحظاتي لتصرفات كثير من الذكور في هذا العصر) أن سوادا كثيرامن الذكور قد نافسوا الأنثى في صفاتها الفطرية '،،، (وسأشير هنا الى قليل من الأمثلة التي شكلت عندي تلك الفكرة) فمثلا رأيت البعض يغار من الناجحين والمتميزين لاغيرة منافسة انما غيرة حسد وحقد فلاهو نافسهم و سلك مسلكهم ولاهو حافظ على صفاته الرجولية وترك الناس وشأنها في الوقت الذي تخلت فيه المرأة عن تلك الصفات وتسربلت بعقول الرجال فنراها تنافس بشرف في كل مجالات التميز وتفرح بكل إنجاز منجز وتسعد بكل إبداع مبدع بل أنها تعدت الى صناعة المبدعين واحسان صياغة الناجحين.. استأنث الذكر عندما يستأسد على الأنثى (ابنته او اخته او زوجته )فيجعلها تدفع من راحتها النفسية والجسدية وربما مستقبلها ومستقبل الأسرة كلها فواتير عجزه عن مواجهة ضغوط الآخرين ومشكلاته معهم ويبرر ذلك بأنها المتنفس له حتى يعطي نفسه إيحاء كاذبا بانه لازال يمتلك من صفات الرجولة ما جعله عادلا مع نفسه وقادرا على مواجهة مشكلاته في الوقت الذي ترتدي فيه تلك الأنثى صفات الرجولة فتختم على تلك الفواتير بختم الصبر والتوجيه والنظرة الثاقبة والتعقل استأنث الذكر حينما سلط لسانه سيفا بتارا على أعراض البشر ابتداء بالأقرب فالأقرب وربما اقتصر على أشدهم قرابة له فولغ في عرضه واستساغ لحمه واكتفى به مأكلا ومشربا وربما تعدى الى ظلمه والتعدي على حقوقه والحق به الضرر في نفسه وماله في ذات الوقت الذي تكون الأنثى قد تخلت عن تلك الطباع فتسعى لنصحه وتوجيهه وتخويفه بالله بل تحسن اليهم وتتعاهدهم وتنشر الحب والسلام بينهم حرصا منها على توثيق عرى التآلف بين الأقارب ودرء لمفاسد والضغائن والأحقاد وماتجره من ويلات على الأسر يستأنث الذكر حينما يطعن الأنثى في قلبها ويتنكر لها في ذات الوقت الذي تقف بجانبه وقد جادت بنفسها ومآلها وقدمت مشاعرها وأحاسيسها قرابين بين يديه تقربا وزلفى اليه بينما يزداد عبق حبها انتشارا مع كل سحقة لاحاسيسها ومع كل طعنة لمشاعرها يستأنث الذكر طباعا حينما يتخلى عن صفاته الرجولية وتسترجل الأنثى عقلا ونضجا حينما تختطف تلك الصفات لتصنع من نفسها رمزا يفوق كثيرا من الرجال ظاهرة الاستئناث تقتصر على الذكور فقط أما الرجال فلا زال هناك رجالا يستحقون مسمى الرجولة