تعاني عائلة الحريري على الساحة السياسية اللبنانية هزة؛ جراء أزمة مالية تواجهها شركتها للتطوير العقاري بالسعودية. وأدت الأوضاع في شركة سعودي أوجيه إلى أزمة مالية وتسريح موظفين من تيار المستقبل. وقال عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل راشد فايد:«لا نستطيع أن ننكر وجود أزمة مالية، هي انعكاس لأزمة مالية أخرى لا علاقة للبنية التنظيمية فيها على مستوى تيار المستقبل، إنما لها علاقة غير مباشرة بأزمة سعودي أوجيه». وسعودي أوجيه هي المحرك المالي وراء التيار السياسي الذي تقوده عائلة الحريري وقد تضررت بشدة في الآونة الأخيرة جراء تباطؤ في قطاع البناء السعودي مرتبط بهبوط أسعار النفط؛ ما أدى لخفض الإنفاق الحكومي. ويقول كثير من الموظفين في مؤسسات يملكها الحريري بلبنان إنهم لم يتقاضوا رواتبهم منذ أشهر. وذكرت مصادر في تيار المستقبل أنه تم تسريح بعض العاملين الأسبوع الماضي. وقال مصدر -طلب عدم الكشف عن هويته-: إن التسريح يهدف إلى تقليص التكاليف داخل التيار للحفاظ على استمراريته. وتشمل مؤسسات عائلة الحريري وسائل إعلام، ومؤسسات خيرية، وحزب تيار المستقبل، وفريقا كبيرا من المستشارين والمكاتب الإقليمية. وقال نائب تيار المستقبل في البرلمان أحمد فتفت عن الأزمة المالية:«بدأنا نشعر بها لأول مرة في عام 2009 لغاية اليوم تدريجيا، ولكن في السنة الأخيرة صارت أكثر حدة». وأضاف في تصريحات لرويترز: «إن الخدمات العامة تراجعت، بما في ذلك الصحية». وزاد: «لا يوجد شيء توقف كليا ولكن لا شيء بقي على نفس الوتيرة السابقة نفسها». وأضاف: «نحن نقر بأن هذا له تأثير سلبي على الوضع السياسي». لكنه أبدى ثقته في أن تيار المستقبل سيبقى الأقوى في الساحة السياسية؛ لأن الناس تدرك أننا ندافع عن مصالحهم الحقيقية، وندافع عن الدولة وندافع عن الاعتدال السني، والعيش المشترك». وقال عضو المكتب السياسي فايد:«إن الأزمة المالية فرصة للإصلاح، وابتعاد الانتهازيين». وقال ناشط آخر في تيار المستقبل -طلب حجب هويته-: إن الحريري يواجه مهمة شاقة لإضفاء لمسة جديدة على تيار المستقبل. وتوقع أن تتضاءل هيمنته باطراد أمام صعود نجم سياسيين سنّة آخرين.