لكل حي تجدد، فمن دون التجدد لا يسمى حيا، هكذا خلقنا الله، وأفكارنا هي أهم مظاهر حياتنا، فهي الأخرى تحتاج إلى التجدد، لكن علينا التفريق بين التجدد والاستبدال، وهذا ما رأيناه من تجدد الآراء الدينية في بعض دعاتنا ومصلحينا، والمشكلة ترد ممن يحارب ظاهرة التجدد، ما يعني عدم الالتفات للمستقبل والنظر للحياة بعين الكره، فالعودة إلى الماضي هي الدعوة إلى الجمود، أي الموت، الجمود الذي حاربته كل الأديان السماوية بل وحتى الطبيعة البشرية! ما كان الله ليأمرنا باللاتجدد عندما أنزل في محكم كتابه 86 آية تدعو للتفكر، وهي المفاتيح الراسخة للتجدد الفكري (الحياة)، فكيف لنا أن نحارب هذه الظاهرة المميتة بتهمة أنهم كما يزعم بعضهم «شاطحين»، فلا يعرف هؤلاء الفرق بين «الحياة والشطح». عندما يجدد الإنسان طريقة ما في حياته كسلوكه أو طريقة حديثه أو كيفية تعاطيه مع أمر ما، فلنقل مثلا لباسه هل نعده شاطحا؟! أوليس اللباس مثلا قبل 50 عاما يختلف كثيرا عن لباس اليوم؟! وعندما تحولنا من لبس العمامة إلى لبس الشماغ هل كنا شاطحين؟! بل إن التجدد هو قوام التحول ومن دون التحول ما كان لتقوم هناك دولة وإنجازات وحضارة، وما التحول إلا انتقال من حال إلى حال، وما تغير الحال إلى حال إلى تجدد. ولفت نظري إيجابيا عدد من المشايخ والمفكرين الذين حرصوا على التجديد وإحياء معاني الدين وفهم الحياة والإقبال عليها، أولئك المشايخ أرى أنهم ساروا على النهج المفترض انتهاجه في تجديد الخطاب الديني وكسر الأطر العتيقة إذا احتاج الأمر، كل هذا تحت مظلة الحلال والإباحة التي هي الأصل في كل شيء. الغريب كون بعض العامة لا يستسيغ ذلك بل يذهب إلى تنصيب نفسه عالما فيذم المجددين وربما يتجرأ عليهم ويكفرهم! ومن المفترض أن نفخر بدعاتنا المجددين، بل نكبر ونجل مواكبتهم لكل جديد مفيد وصياغته بمنظور إسلامي في ظل شرع الله، وعلينا أن نقول الحمد لله الذي جعل في الحياة «تجددا» وإلا فما ركب الإنسان الطائرات بعد الجِمال، ولا تعالج بالدواء بعد المقص!! التجدد يعني الحياة. سعود الشهري