لا يفزع من الضباب كلما أزحته التمّ، اهدأ قليلاً ولنتأمّل الحياة من محطة الطريق؛ ستحبّ أنوارها الملوّنة في هذا الرذاذ الطائر ستحبّ المطعم البدائي وسعال العوادم المكدودة ومقهى السيارات اليتيم، لنهنأ بالضباب يغلفنا مثل رسالة كبيرة؟ ألا تقرأ؟ ظلام تكاد لا تعرفه لهوله هل السيجارة مشتعلة بعد؟ لكن دفأها يدهن إصبعيك وأفكارها تعصر عظامك حتى الشعر. تكتب الآن ولا تدري أفي منقار طير أنت أم في غرفة المعدن الجوّابة. انتهى الطريق ونامت المغامرة على ساعديك ورحل الصديق. منعطف لم تسلكه من قبل راح العرق البارد ينز من ظهرك إذ تشحب خطوط الشارع الصفراء شيئاً فشيئاً واللوحات كلها تشير إلى دروب العودة. تبتعد عن المأهول من الأرض، عراءٌ لا تمكن قراءته إلا بكلمات المغامرة.. لك أن تدوس معجّل السرعة إلى آخره أن تمّيع الطريق حتى لكأنه خط متصل أبدي، أن تجرح هواءه البكر بموس، هكذا إذا دلّك الخوف على دربٍ فلا تتردد. * شاعر سعودي