[/poem] نقشٌ على ثوب الغَمام (مع التحية إلى الباحة، أميرة الغَمام، ومسقط الرأس) د.عبدالرحمن بن صالح العشماوي بيني وبينَكِ طَلْحُنا المنضودُ=والتِّين والزيتونُ والعنقودُ بيني وبينَكِ - يا عَراءُ - طفولةٌ=يحلو بها لقصائدي التَّغريدُ وصدى الأذان يهزُّ أعماق المدى=وتكاد منه الراسيات تَمِيْدُ جدّي يردِّده فتنتعش الرُّبى=ويثيرها التثويب والتَّرديدُ حتى كأن خريرَ ماءِ غديرِها=وحفيفَها، التسبيحُ والتحميدُ بيني وبينَكِ لَوْزَةٌ من شِعبنا=تاريخنا - كجذورها - ممدودُ ما زلتُ أذكر لَوْزَها يوم الجنى=لِعِصِيِّنا فوق الغصون هَبِيدُ ما زلتُ أذكر سِدرةً، في جذعها=صُوَرٌ بها الماضي الحبيب يعودُ أوراقُها الخضراء شاهدةٌ على=قممٍ بناها بالإباء جدودُ هي سِدرةٌ كتب النَّدى لغصونها=عهداً، فبابُ ذُبولها موصودُ سيروا إليها - إنْ أردتم - إنَّها=في قريتي رَمْزٌ هناك شهيدُ سيروا إليها واسألوا عن مولدي=فأنا أمام غصونها مولودُ بيني وبينَكِ شوقنا لسحابةٍ=فيها وميضٌ ضاحك ورعودُ تسقي بوادِرُها جفافَ ربوعنا=ويطيب فيها حوضنا المورودُ وتُعيد للأرض الحبيبة زَهْوَها=ويصير مُبْتَهِجَ النَّضارةِ عُودُ بيني وبين الباحة الظَّبْيُ الذي=في مقلتيه ترقُّبٌ وشرودُ يجري فأَتْبَعُه، ويسبق ظلُّه=ظلِّي، ويسقط حاجزٌ وحدودُ وتكاد تمنحنا الجبالُ ظهورَها=متناً يطيب لنا عليه صعودُ بيني وبين الباحة الحُلم الذي=يُدني إليَّ طفولتي ويُعيدُ فيها تجاورت البيوتُ وعانقتْ=بعضاً، وفيها صالحٌ وسعيدُ فيها المحبة والأخوَّة، كلما=نقصت تدابير الحياة، تَزيدُ فيها يعيش الجَدُّ عيشةَ سيِّد=وأبٌ وإبن حولَه وحفيدُ وتعيش فيها بالمحبة جَدَّةٌ=كلٌ يصون مقامها ويَذُودُ بيني وبين الباحة الذكرى التي=كالفجر، يبخل غيرُه ويَجودُ تمضي الليالي ما تشاء، ولم يَزَلْ=للفجر وَجْهٌ بالصفاءِ جديدُ ماذا سأذكر يا ربوعَ طفولتي=وأنا إليك - كما رحلتُ - أعودُ؟ أطوي من (الخمسينَ) ثوباً، كلُّه=حُبٌّ وعزمٌ ثابتٌ وصمودُ يتناثَرُ الرَّيحان من أطرافِه=وعليه غُصْنُ الذكرياتِ يَميدُ في مَوْزِ (ذي عَيْنٍ) عليه أدِلَّةٌ=(وبِشِلْخَةِ الكادي) شَذاه فَريدُ نَسَجَتْهُ أُمِّي يا ربوعَ طفولتي=أُمٌّ، بها ثَغْرُ الوفاء يَشيدُ نَسَجَتْهُ من أحلامها وشبابها=وعلى المُهَيْمنِ أجرُها الموعودُ بيني وبين الباحة الحُبُّ الذي=أنتم ونحنُ على مَدَاهُ شهودُ حُبٌّ ترعرع في الوفاءِ، وإنِّما=رُفِعَتْ له بيد الوفاءِ بُنودُ شهدتْ به قمم الجبال وربما=مدح الوفاءَ الصَّخْرُ والجُلْمودُ وكذلك الحُبُّ الكبير إذا سما=يجتازُ آفاقَ المدى ويَرُودُ بيني وبين الباحة الأملُ الذي=نادى إليه (مُحَمَّدٌ) محمودُ نادى بتوحيد الإله فمرحباً=إنَّ القلوب، شفاؤها التوحيدُ هي دعوة الرُّسْلِ الكرام بها سَقَوا=نخل اليقين، فَطَلْعُهنَّ نَضيدُ هي دعوة التوحيد طاب مُقَامُنا=فيها، وعَزَّ لواؤها المعقودُ للراية الخضراء فيها رَوْنَقٌ=من حقِّه التفخيمُ والتَّمجيدُ إني أقول لمن يساومها على=أمجادها، وعن الطريق يَحيدُ ولمن يدورُ على جوانب صَرْحها=دورانَ ذِئْبٍ غادرٍ ويَكيدُ عجباً لمن ألقى المبادئ خلفه=فلسانُه كخيالِه مكدودُ أيضيق بالقرآن صَدْرُ موحِّد=ويسرُّه الإنجيل والتلمودُ؟! أيضيق بالإرشاد فينا عاقلٌ=ويسرُّه التنصير والتهويدُ؟! إنَّ القلوب يَفُوح منها ريحها=فبأيِّ رائحة يَفُوح صَديدُ؟ مَنْ كان (لامَرْتينُ) قدوةَ فنِّه=فلديَّ (حَسَّانُ الهدى) و(لَبيْدُ) ولديَّ نَبْعُ الشعر في أرض الهدى=نَبْعٌ تباركَ حوضه المورودُ وإذا وجدتُ الحكمةَ اقتطفتْ يدي=والعقلُ مني ثابتٌ ورشيدُ عندي كنوزٌ في الكتاب وسنَّتي=فعلام أهجرها، وكيف أحيدُ؟! في هذه الأرض الأصالةُ سِدْرَةٌ=في جذعها شرف المقام تَليدُ ترتدُّ عنها السافياتُ حسيرةً=ويصدُّ عنها الذئب وهو طَريدُ لا تحسبوا الفكر الدَّخيلَ يغرُّها=أنَّى يغرُّ الحُرَّةَ التعبيدُ كتب الشموخُ حروفَه الأولى على=أهدابها، وبها تغنَّى الجودُ وروى الغمامُ حكاية الخِصْب التي=تروى، لها، واستَشْرفَتْها البِيدُ منها (الطُّفيلُ) وسوطُه وضياؤه=(وأبو هريرةَ) ما عليه مَزيدُ والغامديُّ أبو البطولة جُنْدُبٌ=أَحَدُ الجنادب، فارسٌ مَعْدُودُ لله دَرُّكَ يا ابن كعبٍ، حينما=لَعِقَ الترابَ الساحرُ العِرْبيدُ للصقر عِزٌّ في الطيور لأنها=مهما تطير تُصاد، وهو يَصيدُ يا مَنْ يساومنا على أوطاننا=هوِّن عليك ففي الطريق سُدودُ دَعْ عنك أفكار الضلالِ فإنما=يدعو بهنَّ مكابرٌ وجَحودُ دَعْ عنك أيام الشِّقاقِ وما جنى=فيها علينا حاقدٌ وحَسُودُ وانظر إلينا حول رايتنا التي=فيها رضاً ومحبَّةٌ وسعودُ مَنْ لم يَعِشْ بالحُبِّ عاش بغيره=ولكلِّ مُؤْذٍ في الحياة مُبيدُ كلُّ المصائب تنتهي آثارُها=لمَّا يُطاع الخالقُ المعبودُ عراء : قرية الأديب الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي ومسقط رأسه ، وهي من قُرى قبيلة غامد.