يتوقع خبراء السياحة أن يسجل الموسم السياحي 2016 رقماً قياسياً في تفويج السياح السعوديين المتوجهين إلى الخارج وأن يشهد الإنفاق السياحي لهذا العام أعلى مستوى له في تاريخ المملكة!! وإذا كان مركز «ماس» التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد قدر حجم إنفاق السعوديين في الخارج بنحو 96.2 مليار ريال عام 2015 وبزيادة قدرها 26 مليارا عن العام الذي سبقه 2014 وبنسبة نمو غير طبيعية تبلغ 39%، فكيف سيكون إنفاق هذا العام خصوصاً مع طول فترة الإجازة وتعطيل المدارس لما بين العيدين لأول مرة؟ إحصائيات المنظمة العالمية للسياحة تشير إلى أن عدد السعوديين الذين يغادرون للخارج سنويا يقدر ب 5 ملايين يقضون 30 مليون ليلة، وإذا ما أضفنا لهذا العدد نسبة إنفاق السائح السعودي على الرحلة الواحدة (6805 دولارات) وهذا ما يزيد بستة أضعاف على ما ينفقه نظيره الغربي وهو ما يضعه على لائحة أعلى نسبة إنفاق سياحي في العالم خلاف إنفاق بعض الشرائح الاجتماعية غير المدرجة في هذه النسب، فإني أجزم أننا ندفع ثمن شيء ما يتعدى قيمة السياحة التقليدية، وإذا ما أضفنا لهذا الثمن الباهظ بعض الخصوصيات السياحية المصاحبة كضعف نصيب البلاد من السياحة الخارجية، وتراجع دور وأهمية مراكز الاصطياف التقليدية في أبها والطائف واندثار دورها السياحي بعد تراجع نصيبها من الإنفاق مقارنة بالإنفاق الخارجي الصاعد بسرعة الصاروخ، فإننا إزاء احتقان اجتماعي لا يمثل الغطاء السياحي سوى ترمومتر من ترمومتراته الاجتماعية المتعددة!!