حذر خبراء ومراقبون سياسيون خليجيون من جرائم القتل على الهوية والإبادة العرقية التي ترتكبها ميليشيا الحشد الشعبي وتعصف بالوحدة الوطنية في العراق. وتوقعوا في تصريحات إلى «عكاظ» أن تصبح هذه الميليشيا في المستقبل أخطر من تنظيم داعش الإرهابي، لافتين إلى أنها ترسخ الطائفية وهيمنة طهران على العراق. ورأى المراقب السياسي الكويتي الدكتور عبدالهادي العجمي أن ما يحصل في العراق هو صراع أجندات، لافتا إلى أن القوى المحسوبة على إيران تعمل على إيجاد جيش مواز للجيش العراقي. وتطرق إلى الدور الذي تقوم به ميليشيات الحشد الشعبي، موضحا أنها ترتكب أبشع الجرائم التي تعمق الجرح وتعصف بمستقبل الوحدة الوطنية العراقية، في ظل رصيد من الإبادة العرقية والقتل على الهوية، لتصفية مكون رئيسي من مكونات الشعب العراقي. ولفت العجمي إلى أن السكوت على تصفية المكون السني في العراق يعني القبول بعمليات تصفيات أخرى في المنطقة كلها وتغيير للهوية العربية. وشدد على أن استباحة وتبرير التصفيات تشكل في ذاتها جريمة خطيرة جدا. وقال: «نحن لا ننكر أن داعش هو تنظيم خطير ونحن ندينه ويجب محاربته، ولكن لا يجب أن نلقي بتبعات ذلك التنظيم على المواطنين العراقيين السنة». ومن جانبه، قال الدكتور عبدالخالق عبدالله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات: إن الحشد الشعبي في العراق سيكون في المستقبل بنفس خطورة تنظيم داعش على المنطقة. وأضاف «أن الجميع الآن في حالة سباق لإنهاء «وحش» داعش، وفي نفس الوقت هناك «خلق» لوحش أخطر وأكبر يتمثل في الحشد الشعبي في العراق لعدة أسباب، وهي أولا: إنه سيرسخ الطائفية في العراق، ما يؤثر على علاقاتها مع جيرانه من الدول العربية. ثانيا: إن الحشد الشعبي سيرسخ هيمنة إيران على العراق بشكل عميق. ثالثا: سيكون الحشد الشعبي امتدادا للحرس الثوري الإيراني وسيكون دوره إلغاء الجيش الوطني العراقي، كما حدث في لبنان من إلغاء حزب الله لدور الجيش اللبناني». وفي نفس المنحى، اعتبر عضو مجلس النواب البحريني جمال البوحسن جرائم الحشد الشعبي في العراق خيانة وطنية من قبل حكومة العبادي التي أعطت الضوء الأخضر لتلك العصابات الطائفية لتعيث في الأرض فسادا، وتمتهن الإجرام والقتل والتعذيب للشعب العراقي بذريعة محاربة داعش. وقال إن ما تقترفه ميليشيات الحشد الشعبي من أعمال بحق السنة في العراق لا تقل بشاعة عن ما يقترفه تنظيم داعش الإرهابي بحق ضحاياه.