أفرزت الأوضاع المتأزمة في العراق منذ العام 2003 ظهور عدد كبير من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، التي أصبحت تحكم العراق وتقتل على الهوية، وتتمتع بقدرات مالية وبشرية ضخمة، نتيجة الدعم الإيراني، وفيما تجاوزت خسائر إيران في سورية 400 قتيل، بينهم عدد كبير من الجنرالات، ما يفضح تورطها في قتل السوريين ودعم بشار الأسد، فإن أرقام ضحايا ميليشياتها في العراق يتجاوز الآلاف، خاصة من أبناء السنة. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين أنهم يقدرون عدد الميليشيات الموالية لإيران في العراق بما بين 100 - 120 ألف مقاتل، وهو ما يفوق عدد أفراد الجيش العراقي الذي تقلص إلى نحو 508 آلاف. وحذرت من أنه مع قيام تلك الميليشيات بلعب دور أكبر بدأت تثير انقسامات طائفية، كما أعلنت الميليشيات التي تدعمها إيران بالسلاح والمال تبعيتها لطهران بصورة صريحة أمثال عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله. وقال مراقبون إن نفوذ هذه الميليشيات قد تزايد بعد سقوط الموصل وتشكيل الحشد الشعبي، وانسحاب جزء من الميليشيات العراقية في سورية للمشاركة في هذا الحشد الطائفي. وحذروا من أنه إذا استمر القتال على هذا النحو فهناك خطر حقيقي في أن الولاياتالمتحدة ستهزم داعش لكنها ستفقد العراق لصالح إيران. ولم يستبعد سياسيون أن تهدد الميليشيات التي تدعمها إيران بتقويض السلطة في بغداد وتحول العراق إلى لبنان جديد، حيث تصبح هناك حكومة أسيرة لنزوات حزب الله. وحسب مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية، فإن العراق اليوم يضم نحو 50 من الميليشيات الشيعية التي تقوم بالتجنيد والقتال في العراق، بعيدا عن الجيش والشرطة، وتوظف مقاتلين في منظمات طائفية، ومعظم هؤلاء المجندين لا يتم استخدامهم لمواجهة داعش، بل في كثير من الحالات يستخدمون في تشكيل الحرس الخلفي المستخدم للسيطرة على المناطق التي من المفترض أن تكون تحت سيطرة بغداد، أو في قتل السنة. وللوقوف إلى جانب حليفها الأسد، لجأت إيران إلى تطوير الميليشيات الشيعية في العراق، عبر تعزيز شبكتها من الجماعات الجديدة والقديمة الموالية لها لتوفير التدفق المستمر من المقاتلين إلى سورية، إلى أن حدث التحول الأمني المفاجىء في المشهد العراقي في يونيو الماضي وسيطرة داعش على الموصل، فخشيت طهران أن يهدد هذا التحول هيمنتها على العراق، فأوعزت إلى الميليشيات العراقية في سورية، بالعودة للمشاركة مع القوات الحكومية في مقاتلة داعش وتوحيد صفوفها تحت مسمى الحشد الشعبي بقيادة جنرالها قاسم سليماني، الأمر الذي زاد من حدة التوتر الطائفي. وتستهدف هذه الميليشيات سنة العراق تحت مزاعم الإرهاب المتمثل في داعش، وهو ما أكدته تقارير عدة لمنظمات دولية، إذ فضحت الممارسات الطائفية والقتل على الهوية الذي تمارسه ميليشيات إيران في العراق كالإعدام الجماعي وحرق المساجد. والمؤسف كما يقول الكاتب الجزائري أنور مالك أن العالم يتفرج على ميليشيات إيران وهي تمارس المجازر في حق العراقيين والسوريين واليمنيين واللبنانيين.