لو لم يكن من دليل يدين عيسى أحمد قاسم الذي أسقطت عنه الداخلية البحرينية الجنسية إلا ذلك التهديد والوعيد الذي شنه قائد فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني واعتبر فيه عيسى قاسم خطا أحمر وأن المساس به سوف يشعل البحرين والمنطقة بأسرها، لو لم يكن من دليل إدانة إلا هذا التصريح لكفى، وإلا فما الذي يحمل قائدا عسكريا يعيث جنوده فسادا في العراق وسوريا على كل هذا الغضب والتهديد والوعيد لو لم يكن المدعو عيسى يخدم الأجندة الإيرانية ويمهد لإحداث فوضى في البحرين تتيح لقاسم سليماني التدخل العسكري على النحو الذي تدخل به في الشأنين العراقي والسوري. وعلى الرغم من ثقتنا أن الأحرار من الشيعة في أي بلد كانوا يمتلكون من الشعور بالمواطنة والانتماء لبلدانهم بصرف النظر عن انتماءاتهم المذهبية، إلا أنه لا يمكن لنا تبرئة التكوينات الحزبية الشيعية من تبني الأجندة الإيرانية والعمل معها على تنفيذ مشروعها المستهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ومن ثم بسط الهيمنة الإيرانية عليها، وخير مثال على ذلك حزب الله اللبناني الخاضع لولاية الفقيه على حساب ولائه للدولة اللبنانية، ولذلك لم يتردد حزب الله عن التنديد بقرار الحكومة البحرينية سحب الجنسية من عيسى أحمد قاسم، مهددا بالنتائج الوخيمة التي تترتب على ذلك، وهو تهديد إذا ما ضممناه إلى ما قاله قائد فيلق القدس لم يعد لدينا شك أن القضية لا يمكن النظر إليها على أنها دفاع عن الإنسان وحرية التعبير وحقوق طائفة مذهبية وإنما هي دفاع عن رجل كان أداة من أدوات تنفيذ الأجندة الإيرانية التي تستهدف زعزعة أمن البحرين، مثله مثل آخرين تم كشف أدوارهم من قبل في الكويت وفي السعودية وأعلنت إيران وحزب الله أنهم خطوط حمراء وأن التعرض لهم سيعرض المنطقة للفتنة، وهي تعرف حق المعرفة أن ما يقوم به رجالها الذين وصفتهم بالخطوط الحمراء هو الفتنة.