في ظل ظهور داعش واحتلالها عدة أماكن في العراقوسوريا ظهر بشكل علني قاسم سليماني الايراني قائد فيلق القدس في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء وبرز محتلا وحاكما لهذه العواصم العربية، ويأتي السؤال: على أي عاصمة عربية يقع الدور؟ فتكون البحرين العاصمة العربية الخامسة التي يحتلها قاسم سليماني وتكون تحت سلطة الولي الفقيه الايراني. فقد أعلن علي ناطق نوري رئيس التفتيش العام في مكتب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الايرانية : "ايران تتمتع بالسيادة على البحرين"، والنوايا والتصريحات والأفعال الإيرانية «العدائية» كلها تعتبر ان البحرين جزءت لا يتجزأ من ايران. فلا يختلف اثنان عن نية، بل عمل نظام ولاية الفقيه في ايران وعلى رأسه آنذاك السيد الخميني شخصيا وبعده السيد الخامنئي وسعيهما منذ قيام الثورة حتى هذه اللحظة لاحتلال مملكة البحرين عبر خطة تبدأ بزعزة أمنها واستقرارها مستفيدة من بعض المضللين، بل المخدوعين فيها من المواطنين الشيعة في البحرين عبر تعبئتهم وتحريضهم تعبويا دينيا وسياسيا على الملك والانقلاب على النظام الحكام. لذا الدعوات لابعاد، بل ترتيبات عملية عبر تبني مجموعات أمنية عسكرية من قبل قيادة الحرس الثوري مكلفة بالتدريب والاعداد والتجهيز والتخطيط من قبل فيلق القدس في ايران وحزب الله في لبنان. والمتتبع للعمليات الارهابية التي قام ويقوم بها هؤلاء - سرايا المختار - في البحرين من أسلوب الكمائن وتفجير العبوات يدرك جيدا أن هذه مدرسة الحرس الثوري الايراني الذي تخرج فيها: حزب الله في لبنان, والحوثيون في اليمن, ولواء أبي الفضل العباس في سوريا, والحشد الشعبي في العراق , وسرايا المختار في البحرين, وحتى تكتمل الصورة أكثر يمكن لأي متتبع للتحقيقات الاستنطاقية القضائية واعترافات المتورطين فيها لنجد الحقيقة واضحة جلية كالنار على المنار والشمس في رابعة النهار أن من حرضهم رؤساء الفتنة داخل البحرين, ومن دربهم وجهزهم ومولهم وأعدهم ومدهم بالتجهيزات والأسلحة وأمرهم بهذه العمليات الارهابية جهات أمنية تابعة لفيلق القدس ومنها تكون تابعة لحزب الله لبنان. ومن هنا نرى كيف السيد حسن نصرالله تدخل مباشرة في الشؤون الداخلية للبحرين حتى وصل به الأمر الى أن يصف حالة البحرين بالصهيونية حتى يبرر لهؤلاء القتلة أعمالهم الإرهابية ويحثهم على الهجمات الارهابية ضد بلدهم, معللا ذلك بأن الحكام في البحرين عملاء لاسرائيل. وتأكيدا على تورط حزب الله في الأعمال الارهابية كان قرار وزير الخارجية البحريني بأن صنف حزب الله اللبناني كمنظمة ارهابية ووضع على لائحة الارهاب. وقال لايران أيضا : على المسئولين الإيرانيين أن يلزموا الصمت، وتبعه أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي بالقول : "التصريحات الأخيرة الصادرة عن كبار المسؤولين الايرانيين إزاء الأوضاع في مملكة البحرين تشكل خرقا لقواعد القانون الدولي ومبادئ الأممالمتحدة القائمة على احترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية". ونقول : نظرا لعلاقاتنا القوية بعدة مصادر مهتمة بالملف العربي الايراني ومتابعتنا واهتمامنا العام بالأمن القومي العربي والاهتمام الخاص بمملكة البحرين لأننا نرى - كمجلس إسلامي عربي - ضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي كجزء لا يتجزأ وواجبنا العربي كشف ما يخطط له أعداء الأمة العربية, وعلى رأسهم نظام ولاية الفقيه, الذي ينشط أمنيا في دولنا العربية بغية التغلل فيها وزعزة أمنها وايجاد عملاء وخلايا تنفذ خططه الشيطانية حتى يتثنى له التوغل فيها والسيطرة عليها تماما كما حصل في لبنانوسورياوالعراق واليمن، والآن يحاول تنفيذ مخططه في البحرين حتى يصل إلى مقصده المملكة العربية السعودية. كما خطط لذلك اذا لم تتخذ الدول العربية موقفا حازما أمام نظام ولاية الفقيه للوقوف في وجهه ومواجهته، لذا يجب علينا أن نتحد ونتعاون وننسق معا حتى نرده ولا يكون ذلك إلا بقطع رأسه. فمعلوماتنا الخاصة جدا من مصادرنا المتعددة, والموثوقة تقول: إن الحرس الثوري الايراني يظهر ان مملكة البحرين هي المحطة التالية لنظام ولاية الفقيه بعد احتلاله اليمن، وتقول المعلومات حسب ترتيبها: الأول: في القضية البحرينية أننا (الحرس الثوري) كنا نعتقد في البداية ان الخليجيين لا سيما السعودية سيقفون موقفا أشد، ولهذا السبب تقدمنا الى الأمام خطوة خطوة وبحذر، بل فكرنا في قطع كامل للعلاقات مع السعودية، لكننا وجدنا عمليا أنه لم يحصل ذلك، وبسبب المحادثات النووية لا ترغب أمريكا في مواجهتنا. الثاني: أننا (الحرس الثوري) في ايران على صلة مع مجموعة من المعارضين البحرينيين وانهم يعملون ليل ونهار من أجل الاستعدادات وأننا نريد استخدام نفس التكتيك الذي استعملناه في اليمن لزعزة الأمن والاستقرار أكثر في البحرين. الثالث : مسؤولية العمل في اليمن كانت تتقاسم بين اللواء قاسم سليماني والسيد حسن نصرالله، والرجلان الكريمان أنجزا المهمة في اليمن بشكل كامل وحاليا وبتوصية من مقام المعظم السيد علي خامنئي تم تسليم ملف البحرين للرجلين، كي يتم توجيهما بشكل مباشر من قبل السيد (خامنئي) (ولعلمكم اللواء قاسم سليماني مرتبط بشخص خامنئي مباشرة، وكذلك السيد حسن نصرالله على صلة مباشرة بالسيد خامنئي). الرابع: البحرين ليست مثل العراق ليكون لها مسؤولون عندنا في مختلف الجوانب، بل كل شيء في البحرين بحوزة سليماني، وانه يتولى القضية البحرينية بشمولها. وفيما يتعلق بقضية البحرين السيد حسن نصرالله يعمل تحت إشراف الحاج قاسم، اضافة الى ذلك عين الجنرال سليماني مسؤولا عن البحرين في فيلق القدس ويريد ايجاد تحرك جاد في البحرين مهما بلغ الأمر. الخامس: قبل عدة أشهر تم بحث موضوع البحرين في قيادة الحرس الثوري، وقد وصلنا الى قناعة بأن الاولوية مع اليمن، ثم بعد اليمن نتصرف حيال البحرين. السادس: المعارضة البحرينية الجهادية تعمل جيدا، وعمل السيد حسن نصرالله على توحيد صفوف الجماعات والأحزاب الدينية في البحرين. من جانب آخر تظهر معلومات أخرى - وصلتنا - أن أحد المصادر التي يستفيد منها النظام الايراني هن الايرانيات اللاتي تزوجن من بحرينيين ويقمن في هذا البلد، وانهن يتنقلن بين ايرانوالبحرين ويعملن دور ساعي البريد للنظام الايراني. السابع: بعض النشاطات التي تقوم بها الاجهزة الأخرى التابعة للنظام الايراني في البحرين مثل المركز العالمي لآل البيت ورئيسة الجمعية النسائية فيه. أقول أخيرا (كاتب هذه السطور) : على شيعة البحرين أن يردوا بحزم على دعوات التحريض من قبل نظام ولاية الفقيه في ايران وعملائه في البحرين، وان يتصدوا لهم ولا يقبلوا بها ابدا , وأن يظهروا وطنيتهم الأصيلة ضد من تسول له نفسه ان يعتدي على أمن وطنهم حتى لو كان أبا أو أخا أو ابنا. فالولاء يجب أن يكون للوطن فهو الأب والأخ والابن، وأرى أن الواجب الديني والمسؤولية الوطنية على شيعة البحرين المواطنين الشرفاء تحتم الدفاع عن وطنهم والذود عنه بالغالي والنفيس والوقوف في وجه هذا المخطط الانقلابي ومواجهته. بقلم العلامة السيد / محمد علي الحسيني الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي في لبنان [email protected]