أشعل فانوس رمضان، حربا خفية بين الصناعات اليدوية التقليدية، والصناعات الحديثة والمبتكرة. وتشهد أسعار الفوانيس ارتفاعا غير مسبوق لا يقل عن 10 أضعاف السعر قبل سنوات، فيما يؤكد بائعون زيادة الطلب على الفانوس «أبو شمعة»، رغم اقتحام عدد كبير من الشركات العالمية للأسواق وطرح أشكال متعددة تعمل بالبطاريات واللمبات. ويبدو أن عدوى فانوس رمضان باعتباره أحد المظاهر الشعبية لاستقبال الشهر الكريم، انتقلت من شوارع القاهرة إلى عروس البحر الأحمر، فيما يقال إن الخليفة الفاطمي أول من استخدم الفانوس، أيام كان يخرج إلى الشوارع، ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان بصحبة الأطفال، فيما يحمل كل طفل فانوسه، مرددا الأغنية الشهيرة «حللو يا حللو.. رمضان كريم يا حللو» تعبيرا عن فرحتهم باستقبال الشهر المبارك. وكعادتهم.. تفنن المصريون في صناعة فانوس رمضان بأقل التكاليف، إذ استخدموا الصاج الرخيص في صناعته، وأضاؤوه بشمعة، ليظل الفانوس البسيط بشكله القديم، هو الأقوى في مواجهة الصناعات الحديثة، التي طورت شكل الفانوس، وطريقة إنارته من الشمعة إلى اللمبة والبطارية، بينما أمعنت بعض الشركات في محاولة إخفاء ملامحه، فصنعته على شكل لعب الأطفال «سبونج بوب والبطة والديك والعروسة» وغيرها، لدرجة أصبح الفانوس يتحرك ويتكلم. ويقول صاحب محل فوانيس في حي الهرم بالقاهرة «محسن صابر»، إن الارتفاع الجنوني للأسعار لم يفسد فرحة الأطفال في رمضان هذا العام، إذ تراوحت أسعار الفانوس المحلي بين 15-100 جنيه، إذ ازداد هذا العام الإقبال على الفانوس الصاج التقليدي ليحتل مكانته بدلا من الفانوس الصيني الذي كان يجذب الأطفال خلال السنوات الماضية، ويتراوح سعره بين 30-100 جنيه. وأضاف أن هناك نوعية من الفوانيس يطلق عليها الخيامية، تتراوح أسعارها من 15-1000 جنيه للأحجام الكبيرة، ويبلغ سعر الفانوس الفرفورجيه 40 جنيها، بينما وصل سعر الفانوس على شكل عربة الفول أو عربة الحمص من 60-1000 جنيه، وتتراوح أسعار الفوانيس من الخشب المزخرف بين 80-120 جنيه، لافتا إلى أن حركة الشراء ضعيفة مقارنة بالأعوام السابقة. من جهتها، تقول السيدة أم حسين: اشتريت لأبنائي الثلاثة فانوس صاج «أبو شمعة» ب40 جنيها، فهو أرخص من الفانوس الصيني. مضيفة: رغم ارتفاع الأسعار، إلا أننا لا نستغني عن شراء «الفانوس» لأنه يمثل بهجة شهر رمضان.