يحرص شعبان محمد (26 سنةً)، بائع الفوانيس في منطقة السيدة زينب وهي إحدى أهم مناطق بيع الفوانيس في وسط القاهرة، على إبراز بضاعته التي تحتفي بثورة «25 يناير»، فهي أكثر ما يقبل عليه الزبائن، وفق تعبيره. والفوانيس الجديدة رسم عليها علم مصر، أحدها على شكل دبابة في إشارة إلى نصرة الجيش المصري للثورة، علّقت به فوانيس صغيرة تضيء ويصدح منها تسجيل لأغانٍ تقليدية قديمة خاصة بفرحة حلول شهر رمضان. ولم تهمل هذه الفوانيس «الربيع العربي» على الإطلاق، واحتفت به مثلاً من خلال «توك توك القذافي»، وهو فانوس جديد يقتبس الآلية الصغيرة التي استقلها العقيد معمر القذافي بعد إحدى خطبه النارية وشاهدها الجميع عبر شاشة التلفزيون، وهي تشبه الدراجة النارية الهندية الشهيرة المعروفة باسم «توك توك». يقول محمد إن «الزبائن يطلبون فوانيس الثورة»، مشيراً إلى أن الأشكال الجديدة من هذه الفوانيس روّجت لذائقة رمضانية جديدة. لكن فوانيس العرائس عليها طلب أيضاً، أما «فوانيس الصاج» الضخمة فتقبل عليها فقط الفنادق والمحلات الكبرى لكي تعلق في بعض الشوارع. ويلفت زميله مجدي محمود (33 سنةً) إلى أن أسعار الفوانيس تراوح ما بين دولار و45 دولاراً، بحسب أحجامها والإقبال عليها، ويضيف أن الأشكال التقليدية من الفوانيس كانت قليلة التكلفة وفي متناول جميع أفراد الشعب ولا ترهق دخل الآباء، وكانت مصرية الصنع، لكنها أصبحت أغلى. إلا أن موضة الثورة يجب ألا تطغى عليها، في رأيه: «كنا نأمل، بعد قيام الثورة، في أن نحيي تلك العادات التي تدخل البهجة إلى نفوس الأطفال لأن الثورة تحيي الشعور الوطني والعادات المصرية الأصيلة». ويتساءل البائع حسن كامل (23 سنةً): «ما ذنبنا نحن في ارتفاع الأسعار؟ بعد الثورة توقعنا أن تعمل السوق المحلية لتعيد الفوانيس إلى سابق عهدها، لكننا نفاجأ بتحول التجار من أصحاب الأموال إلى خارج منطقة السيدة زينب، لشراء ألعاب الأطفال وأيضاً الفوانيس المستوحاة من الثورة المصرية. يشترونها من الخارج بأسعار بخسة، ويبيعونها هنا بأسعار أعلى بكثير من تكلفة صناعتها لينالوا أرباحاً مبالغاً فيها». ولا ينسى أن يشير إلى أن «لا إقبال كبيراً على شراء فوانيس رمضان التقليدية هذا العام، نظراً إلى الظروف الاقتصادية بعد الثورة».