أصدر مركز المسبار للبحوث والدراسات كتابه الشهري 112 بعنوان «الإسلام في أوروبا.. إشكاليات الاندماج وتحديات الإرهاب»، الذي يأتي في ضوء حدثين إرهابيين شكلا صدمة للرأي العام العالمي، وهما: الأحداث الإرهابية التي تعرضت لها باريس عام 2015 وهجمات بروكسل عام 2016. تطرق الباحثون إلى مواضيع على علاقة بمستويات مختلفة: ثقافية وسياسية واجتماعية، فتناولوا: أوروبا ومسلموها وقواعد التأسيس، الإمامة في أوروبا الغربية، التحليل التاريخي المقارن لتقاليد البلدان الأوروبية المعنية بوجود الإسلام، الإسلام ومؤسساته في أوروبا، تدريس الدين الإسلامي، الهجرة إلى الاتحاد الأوروبي، السلفيون والإخوان المسلمون في أوروبا، والشخصيات الإسلامية المؤثرة في أوروبا. وأفرد الكتاب أربع دراسات للإسلام في فرنسا: هل يوجد إسلام أوروبي؟ فرنسا أنموذجا، الإسلاموفوبيا في فرنسا، مكافحة الإرهاب في فرنسا، والهجرة ما بعد التفجيرات والحروب في الشرق الأوسط. وتضمن دراسة للباحث الجزائري زناز حول موضوع «إشكالات الاندماج وتحديات الإرهاب» ركز فيها على الحالة الفرنسية لاعتبارات عدة أبرزها أن فرنسا أهم بلد يتمركز فيه المسلمون، ومتطرقا إلى كيفية تعامل الإسلام في أوروبا مع المواثيق وحقوق الإنسان الدولية، وتعاطي المسلمين مع مفاهيم المساواة بين الجنسين. أما الباحثة التونسية روضة القدري فترى أن صعود «الإسلاموفوبيا» في فرنسا تفاقم في العقود الأخيرة، وهذه الظاهرة تفسر بعوامل عدة عززت أشكالا أخرى من كراهية الأجانب في أنحاء العالم. من جانبه، يجيب الباحث الجزائري بوحنية قوى على سؤال رئيس: كيف يمكن قراءة مشروع قانون مكافحة الجريمة وسط تنامي مشاعر الكراهية تجاه الجالية المسلمة في فرنسا؟، موضحا أنه «في ضوء التفجيرات الإرهابية التي شهدتها فرنسا العام 2015 فجرت وسائل الإعلام الأوروبية النقاش حول مسألة هوية المهاجرين وأصولهم ودرجة اندماجهم في أوروبا؛ وتنادت الأصوات اليمينية من جديد لضرورة استحداث قانون جديد يرتبط بالجنسية وتعقب الإرهاب والإرهابيين، وما تولد لاحقا في مشروع قانون للاستخبارات الجديد في فرنسا».