استفاقت عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل على وقع انفجارات هزت المطار ومحطة المترو بعد مجزرة تفجيرات فرنسا وباتت أوروبا، رغم محاولات الإرهابيين من تخريب سمعة الإسلام، على قناعة بأن الإسلام لا علاقة له بالأعمال الإرهابية وأن ميليشيات متطرفة تختبىء وراء عباءة الإسلام هي من تصعد موجات التطرف والتعصب الطائفي التي تنشر الكراهية وتستحل سفك الدماء وترويج الأباطيل عن الدين الإسلامي، وتشويه صورته السمحة ورسالته الحضارية . بلجيكا ومعها دول الاتحاد الأوروبي الحزينة الآن لما تتعرض له من أعمال إرهابية تماما كما يعاني الشرق من جرائم «داعش» الإرهابية والمنظمات والميليشيات الطائفية فإن على عواصم القرار أن تدرك الآن موجات الإسلاموفوبيا التي تنامت في العديد من دول الغرب، قد نشرت الافتراءات عن الإسلام، فجرائم الإرهابيين الذين يدعون الانتماء إلى الإسلام، أساءت إلى الإسلام والمسلمين، وأضرت بمصالحهم أكثر بكثير مما فعله دعاة الإسلاموفوبيا. إن تصرفات وسلوكات الإرهابيين المنحرفين وجرائمهم البشعة وما يروج من أفكار متطرفة مرفوضة تؤكد أن العالم لن يكون في مأمن من الأخطار، مادامت هذه الظاهرة غير الأخلاقية آخذة في التفشي، وما دام دعاة الشر والحروب وأعداء السلام وخصوم الحق والعدل يصولون ويجولون، ويمارسون جرائمهم بشتى الوسائل، ومن أشدها فتكاً الترويج للكراهية بين الأمم والشعوب، وازدراء الأديان، والأباطيل لزعزعة الاستقرار وتلك أشكال من التطرف متداخلة الخطورة مع الإرهاب الذي يهدد سلامة المجتمعات، ويهز أركان الاستقرار على جميع المستويات، ويدفع بالعالم نحو الفوضى والصدام والعداوة والبغضاء. إن ما جرى في أوروبا أمس في بروكسل وقبل ذلك في باريس بات يحتم على عواصم القرار في العالم ومعها الاتحاد الأوروبي العمل مع الدول العربية والإسلامية التي تواصل الليل بالنهار لمكافحة الإرهاب وما الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية في هذا المجال خافية على أحد فالمركز العالمي لمكافحة الإرهاب بات حقيقة على الأرض والدور الذي تقوم به السعودية بقيادتها التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب يتطلب الآن من أوروبا ومن العالم الدعم المطلق للقضاء على الإرهابيين وأوكارهم في شتى بقاع الأرض خصوصا أن الجميع يعرف من هي الجهات التي تخطط وتنفذ عملياتها الإرهابية في أوروبا والوطن العربي .